دمشق – هوى الشام
أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إنه ليس هناك من عاقل بدءا من دي مستورا وانتهاء بأصغر موظف في مكتبه يستطيع القول بأن وفد الجمهورية العربية السورية كان وراء ما يسمى إفشال “جنيف3″.
وقال الجعفري في لقاء مع قناة المنار الليلة الماضية “إن دي مستورا لم يقل إنه فشل.. هو اعتبر أن قراره بمثابة تعليق لأعمال الحوار الذي لم يقلع أساسا فنحن لم ندخل في حوار لا في الجوهر ولا من ناحية الشكل.. كنا كل الوقت منصرفين إلى معالجة الثغرات الإجرائية الشكلية الخطيرة والتي لا يمكن أن نمضي إلى القسم الجوهري من الحوار دون معالجتها مثل من هي المعارضة.. ومن هو الإرهابي.. وأين هي الوفود.. ولماذا لا يوجد تعامل على قدم المساواة بينها”.
وأضاف الجعفري إن المبعوث الخاص دعا وفد الجمهورية العربية السورية ووفد ما يسمى مجموعة الرياض ودعا وهو متردد ما يسمى بمعارضة موسكو ومعارضة القاهرة ودعا وفدا سماه وفد النساء ووفد المجتمع المدني دون التشاور مع الحكومة السورية وكل هذه الأمور كانت في الحقيقة خروقات وشبه انتهاكات لأحكام القرار 2254 الذي يلزم المبعوث الخاص بأن يتشاور مع الأطراف المعنية في معرض تشكيل الوفود.
وأوضح الجعفري “بالنسبة لنا فإن المسار السياسي شيء ومسار مكافحة الإرهاب شيء آخر وهذا الكلام تمت شرعنته بموجب القرار 2254 الذي يقول إن الحوار السوري السوري يجب أن يكون دون شروط مسبقة ودون تدخل خارجي يوازيه الاستمرار في مكافحة الإرهاب وهذا الكلام بموافقة الأمريكي والروسي ومجموعة فيينا وهو ليس عبارة عن وجهة نظر سورية بل عن موقف دولي أقر بموجب القرار الأممي 2254 ولنا شرعية فيه في سورية كحكومة بالاستمرار في محاربة الإرهاب”.
وأشار الجعفري إلى أنه إذا لم يتم القضاء على الإرهاب فإنه لا يمكن الوصول إلى المسار السياسي وبالتالي يجب أن يسير المساران جنبا إلى جنب إلى أن تنتهي هذه الأزمة وننتصر على الإرهاب ونتفاهم كسوريين حول إعادة بناء بلادنا بالطريقة المثلى والأفضل والصحيحة.
وردا على سؤال حول المسؤولية عن الدرب المسدود الذي وصل اليه جنيف3 قال الجعفري “في الحقيقة وبكل وضوح وهذا مسجل.. وفد ما يسمى بمجموعة الرياض.. عندما وصل إلى جنيف وقبل وصوله إلى الفندق أعلن الناطق الرسمي باسمه بأنهم سينسحبون بحلول يوم الخميس إذا لم يطبق أو ينصع ما أسماه “النظام” في سورية لشروطهم المسبقة”.
وأضاف الجعفري “قبل يوم انسحابهم أصدر وزير خارجية النظام السعودي تصريحا قال فيه نحن نأذن لكم بالانسحاب والذي حصل فعلا أنهم انسحبوا بحلول يوم الخميس أي صدرت لهم التعليمات من مشغليهم السعودي والتركي وثانيا هم بالأساس لم يأتوا للحوار بل أتوا لإفشاله عبر طرح شروط مسبقة وكانوا يعرفون سلفا أن الأمور ستصل إلى درب مسدود”.
وتابع الجعفري “نحن أخبرنا المبعوث الخاص بشكل واضح أن قراره تعليق الحوار جاء لإنقاذ ماء وجه الأمم المتحدة لأنه لو لم يعلقه لكانت مجموعة الرياض ستعلن انسحابها وحركة كهذه برأيه كانت يمكن أن تؤدي إلى إفشال الحوار بشكل جذري ونهائي وهذا أمر لم يكن يريده حسبما قاله لنا وبالتالي هو يعرف تماما أن مجموعة الرياض ومشغليهم السعوديين والأتراك والقطريين هم الذين أفشلوا الحوار قبل أن يقلع”.
وأوضح الجعفري أن مصطلح جنيف 3 تم إطلاقه بشكل اعتباطي من قبل بعض من كان في جنيف والاجتماع الذي حدث كان شبه اجتماع لأنه لم يحدث بالأساس والدعوة وجهت من دي ميستورا المبعوث الخاص لحوار سوري سوري دون شروط مسبقة ودون تدخل خارجي.
وقال الجعفري “إن هذا الحوار صفته الغالبة هي أنه غير مباشر والوسيط دي ميستورا هو الذي يقوم بدور الميسر ولكن المباحثات غير المباشرة لم تنطلق وكان الأمر عبارة عن لقاءات يغلب عليها الطابع الاستكشافي كما سماها دي ميستورا وكانت عبارة عن جولة في أفق الإجراءات وأمضينا كل وقت الجلستين مع دي ميستورا على كيفية تأطير الاجتماع بطريقة إجرائية صحيحة وتكلمنا كثيرا حول قضية من هي الوفود المشاركة وأين هي تلك الأشباح التي أراد لها البعض أن تسمى “معارضات”.. وأكدنا أنه لا يجوز أن يوجد في صفوف المعارضات إرهابيون ومن هنا عدنا إلى نقطة البدء من حيث توقفت المسألة في الرياض وعمان.
وبين الجعفري أن البعض قام بترحيل المشاكل التي نشأت عن فشل اجتماع الرياض واجتماع عمان إلى جنيف ما أدى للوصول إلى درب مسدود حتى على صعيد الشكل وليس المضمون “لأننا لم ندخل في المضمون على الاطلاق”.
وأشار الجعفري إلى أن التصعيد الإرهابي والمسلح والعسكري بدأ ونحن في جنيف عندما قام الإرهابيون بإيعاز من مشغليهم السعوديين وغيرهم بالتفجيرات الثلاثة في بلدة السيدة زينب في ضواحي دمشق.
ولفت الجعفري إلى أن إعلان تنظيم “داعش” الإرهابي مسؤوليته عن تفجير برزة اليوم يؤكد وجاهة ما نقوله من أن الإرهاب صنيعة السعودية وتركيا وقطر ومرتبط بهذه الأنظمة التخريبية مشيرا إلى أن التصعيد مستمر ولم يبدأ بتصريحات العسيري الأخيرة ولن ينتهي بها.
وقال الجعفري” إن تصريحات السعوديين سبقها قبل فترة لا بأس بها تصريح لسفيرهم في مجلس الأمن عندما هدد وهو في المجلس بأن السعودية تريد أن تقوم في سورية بما قامت به في اليمن.. ورددنا عليه آنذاك” معتبرا أن هذا كلام هواة سياسة وأناس لا يعرفون مدلول ما يقولونه.
ورأى الجعفري أن ما تسمى بالمناورات التي أعلن عنها النظام السعودي في شمال بلاده هي مناورات لا تشمل جيوشا وإنما عبارة عن استمرار لعمليات المرتزقة التي بدأت قبل خمس سنوات منذ بداية الحرب على سورية حيث جمع هذا النظام شذاذ الآفاق من كل العالم إضافة إلى القطري والتركي تحت رايات مضللة وعناوين خادعة استخدمها للإساءة للعرب والإسلام مشيرا إلى حجم التورط السعودي والأردني والقطري والتركي والإسرائيلي في ذلك ومعرفة الجميع بما يحدث في غرفة عمليات “الموك” بالأردن.
وقال الجعفري “لينتصروا أولا في اليمن على المقاومة ضد الاحتلال السعودي وبعد ذلك ليتفرغوا لسورية وعندها نحن سنتعامل معهم بما يستحقون.. هم كمن أصيب بلوثة عقلية أو بداء الزهايمر لكي يفترضوا بأن الدخول إلى سورية أو الاشتباك معها هو عبارة عن نزهة وينبغي أن يذكرهم أحد ما بأننا دخلنا حروبا طويلة مع إسرائيل وجيشنا وقيادتنا وحكومتنا قوية وشعبنا قوي”.
وأضاف الجعفري إن “الجنون السعودي والقطري معروف والجنون الأردوغاني ربما يكون متطرفا أكثر من السعودي لكن عندما نجمعهم ويتم وضعهم في خدمة المشغل الرئيسي وهو السيد الأمريكي فلا يمكن لهذا الجنون الثلاثي في المنطقة أن يتحرك بمغامرة ضد سورية دون الضوء الأخضر الأمريكي غير الموجود سياسيا في الوقت الحالي وبالتالي ما يصرح به السعوديون هو عبارة عن ترهات وأضغاث أحلام سترتد عليهم عاجلا أو آجلا.. فسورية ليست نزهة للسعودي ولا لغيره”.