محمد جحجاح

هوى الشام| تمكّنت الحرب من ساقي الشاب محمد جحجاح، لكنها توقفت هناك.

الشظايا التي أصابت عموده الفقري عام 2016 خلال الهجمات الإرهابية التي استهدفت مدينته حلب شمال سوريا، تسببت بشلل نصفه السفلي، لكنها لم تصل لإرادته، ولأجل ذلك، تمكنت تلك الإرادة من قيادة السيارة، دراسة الحقوق، واستعادة ابتسامة الثقة.

مع مطلع كل شمس، يخرج الشاب العشريني من منزله في منطقة حلب الجديدة، يتوغل في شوارع المدينة، يجمع من سكانها أملاً يشحن به أيامه.

تسببت شظايا الحرب لمحمد بشلل سفلي، خسر على إثره قدرته على تحريك قدميه للمشي، وقدرته على تحريك شفتيه للابتسام، فاعتزل غرفته مسدلاً الستائر عن العالم، لكنه سريعاً ما ملّ سكون سريره وكرسيه المتحرك، ففتح باب الحياة على مصراعيه.

يقول جحجاح لـ “سبوتنيك” أنه دون دعم أهله وأصدقائه، ما كان سينفض عنه غبار الحرب والشلل والصمت، ولولا مساندتهم ودعمهم له لم يكن ليقاوم عجزه.

انطلق محمد إلى الحياة مجددا، عاد إلى مقاعد الدراسة، حصل على شهادة الثانوية العامة، سجل في كلية الحقوق بجامعة حلب، استثمر صالة ألعاب إلكترونية للأطفال، لكنه أراد حياة أكثر صخباً، أراد أن يسابق الزمن بسيارة جامحة في شوارع المدينة!

“لم يتطلب الأمر أكثر من بضعة فيديوهات تعليمية، والكثير من الإصرار والتصميم”، يقول الشاب الحلبي في حديثه لـ”سبوتنيك”.
ويتابع: “لم تكن قيادة السيارة أمراً صعباً، شاهدت العديد من الفيديوهات التعليمية، جمعت الأدوات اللازمة، وحولت السيارة لتقاد باليدين لا بالقدمين”.

لا يكنّ محمد أي ضغينة لسائقي التكاسي الذين يتقاضون من ذوي الاحتياجات الخاصة أجوراً أعلى أو حتى لا يقفون لهم، لأن هذا السبب كان حافزه الأساسي ليصبح ما هو عليه اليوم.

يستقبل محمد الركاب بابتسامة مشرقة، يتبادل الأحاديث معهم، يشتكون غلاء الأسعار وانقطاع الكهرباء، يروون النكات، وينفجرون ضحكاً.

قاده صخب الحياة من كرسيه المتحرك إلى مقود السيارة، اخترقت شظايا الحرب جسده، لكنها لم تقطع النفس! اخترقت شظايا الحرب روحه، لكنها لم تقطع الأمل!

محمد جحجاح محمد جحجاح محمد جحجاح

المصدر :سبوتنيك

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))