هوى الشام
بعد آخر ظهور للفنان القدير دريد لحام في عالم السينما الذي كان من خلال فيلم “سيلينا” (إنتاج 2009) والذي أعدّ عن مسرحية للرحابنة “هالة والملك” وأنتجه صديقه نادر بيك الأتاسي وأخرجه حاتم علي، يبدأ بتصوير أول مشاهد من الفيلم الروائي الطويل “دمشق حلب” في العاصمة دمشق، والفيلم كتب خصوصا للقدير دريد لحام ليلعب دور البطولة وهو من اخراج باسل الخطيب ويشاركه البطولة صباح الجزائري، عبد المنعم عمايري، شكران مرتجى، كندا حنا، ناظلي الرواس، علاء القاسم، ربا الحلبي، نيرمين شوقي وغيرهم.
ويقول المخرج ان الفيلم يرصد مرحلة ما بعد تحرير مدينة حلب، عبر حكاية عيسى الذي يقطن في دمشق خلال فترة الحرب على سوريا ويقرر أن يزور ابنته التي تقيم في حلب، وتبدأ أحداث الفيلم من خلال الرحلة في طريقه إلى حلب، وكيف يتعامل الركاب مع بعضهم البعض داخل الباص كما كانوا يتعايشون بكافة فئاتهم واثنياتهم سابقا، ولكل منهم همومه التي تستطيع أن تقرأها في عيونهم المتعبة.
ويقول الفنان دريد لحام عن ذلك وعن مشاركته في الفيلم “هو مشروع سينمائي قديم جدا تأخر كثيرا، حيث طال الحديث عن مشاركة لي في سينما القطاع العام، ممثلا في المؤسسة العامة للسينما، لكن الظروف لم تكن لتنضج لمرحلة تنفيذ فيلم، كانت تقف عند درجة الأفكار والأحلام والمشاريع القادمة، لكن هذه التجربة وبالتعاون مع الأستاذ باسل الخطيب وإدارة المؤسسة وصلت إلى مرحلة التنفيذ، أنا سعيد بها ومعوّل عليها، السينما السورية وجدت مبكرا، وقدّمت أشياء هامة، ويجب أن تستمر في العمل والظهور”.
ويحتوي الفيلم الذي كتبه تليد الخطيب على العديد من الإسقاطات الفكرية الهامة التي تحاكي الوضع السوري الراهن، بما يحتويه من تناقضات اجتماعية ومعيشية مختلفة، ويستعرض بأسلوب الكوميديا السوداء بعض مفاصل حياة العديد من الناس في زمن وضعهم في مواجهة تحديات مصيرية تؤثر على مسارات حياتهم.