برنامج أكواكروب لإدارة مياه الري

هوى الشام| افتتحت في مقر منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة – أكساد، اليوم أعمال الدورة التدريبية حول استخدام برنامج (AquaCrop) لإدارة مياه الري ودراسة تأثير التغيرات المناخية على إنتاجية المحاصيل بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة- الفاو، بمشاركة ثمانية عشر متدرباً من لبنان والأردن وفلسطين ومصر،

وأكد الدكتور نصر الدين العبيد، مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) في كلمة له أن بناء القدرات العربيةِ وتنميتها، في مجال استخدام التقانات الحديثة، ومنها نموذج أكوا كروب يعتبر خطوة أساسيةً لا بد للجهات ذات الصلة بالمياه في المنطقة العربية من العمل عليها بجديةٍ ومثابرة، من أجل إيجاد الحلول الناجعة لقضيةٍ تقع على رأس سلم التحديات التي تواجهها المنطقة، وهي قضية المياه، الواقعة بدورها تحت وطأة جملةٍ من الضغوط المتمثلة أساساً بتزايد الاحتياجات المائية، مقابل ندرة المياه المتاحة، وتدهور نوعية جزءٍ كبير منهاٍ، وتدني كفاءة استخدامها.

ودعا إلى حشد كل الإمكانيات اللازمة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتحسين إدارة مياه الري. إذ يعدّ نموذج أكوا كروب، واحداً من أهم هذه الوسائل، باعتباره الأداة ذات الفاعلية الكبيرة في توفير المعلومات الدقيقة حول الاحتياجات المائية للمحاصيل الزراعية، الضرورية لتقدير المقننات المائية بدقة، وهو ما يساعد في تحسين إدارة مياه الري، ورفع كفاءة استخدامها.

وإشار إلى أن الموارد المائية المتاحة في المنطقة العربية تتصف بمحدوديتها، حيث لا يتعدى حجمها السنوي الإجمالي 260 مليار متر مكعب، لكن الطلب عليها تجاوز ذلك بكثير، حتى إن الحصة المائية السنوية للفرد في المنطقة قاربت 600 متر مكعب، متخطيةً بذلك حد الندرة، المقدر عالمياً بألف متر مكعب للفرد في العام، وأن ثلاث عشرة دولة من دول العالم التسعَ عشرة الأكثر شحاً بالمياه، هي دولٌ عربية، ومن المتوقع أن تقفز الفجوة المائية إلى ما يقارب 130 مليار متر مكعب، خلال الفترة 2030-2020.

وأوضح الدكتور العبيد أن التوسع في استخدام التقانات الحديثة، لرفع كفاءة استخدامات المياه في قطاع الري، وبناء القدرات في هذا المجال، لا بد أن يسهم إلى حدٍ كبير في تحسين استثمار الموارد المائية المتاحة في المنطقة العربية بمردوديةٍ عالية، والمساعدة في تقليص الفجوة المائية، وتخفيض قيمة الفجوة الغذائية، ولاسيما لجهة الحبوب، وعلى رأسها القمح، الذي تضاعفت التحديات بشأن الحصول عليه مؤخراً، في ظل الأزمة القائمة بين روسيا وأوكرانيا، اللتين تُعدان مصدراً رئيسياً للقمح الذي تستورده العديد من الدول العربية. مشيراً إلى تعطل بعض الحلقات في سلسلة الإمداد به، وارتفاع أسعاره إلى مستوياتٍ غير مسبوقة. ومن المتوقع أن هذه الأسعار ستتضاعف كثيراً، فيما لو استمرت الأزمة، واضطرت الدول العربية لشرائه من دولٍ مثل استراليا، وكندا، والولايات المتحدة، بسبب بعد المسافة، وارتفاع أسعار النفط أيضاً

وتهدف هذه الدورة على مدى ثلاثة أيام إلى نقل الخبرات المتراكمة لدى خبراء المركز العربي، في مجال استخدام نموذج (Aquacrop)، الذي يعد من أهم مكونات مشروع بناء القدرات، إلى فنيين من وزارات الزراعة في جمهورية مصر العربية، والجمهورية اللبنانية، ودولة فلسطين، والمملكة الأردنية الهاشمية، وذلك من خلال تعريفهم بمكونات النموذج، وأهم تطبيقاته، ولاسيما تقدير المقننات المائية، وحساب الإنتاجية المائية، وتنظيم إجراءات جدولة الري، في سبيل تحسين إدارة مياه الري، ورفع كفاءة استخدامها، ولاسيما على مستوى الحقل.

المصدر:سانا

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))