هوى الشام
حققت الفنانة نيكول سابا النجومية في مصر، وذلك منذ مشاركتها في فيلم «التجربة الدانمركية» مع «الزعيم» عادل إمام، واستطاعت أن تحجز لنفسها مكانة في عالم الغناء بعد إحيائها عدداً من الحفلات والأعراس وإطلاقها مجموعة أغنيات خاصة. رغبت نيكول في أن يكون لها حضور في الدراما العربية المشتركة، فأطلّت أخيراً عبر مسلسل «الهيبة- العودة» الذي حصد جزؤه الأول في رمضان الماضي نجاحاً باهراً، مُجسّدةً شخصية «سمية» التي تزوجها «جبل الشيخ الجبل» لوقف الصراع بين عائلتَي شيخ الجبل والسعيد.
ماذا تقول نيكول عن دورها وكيف تلقّت ردود الفعل في العالم العربي على دورها؟ وما هو جديدها؟ الإجابات في هذا الحوار
اتّضح أن شخصية «سمية» التي تؤدينها في «الهيبة- العودة» ليست جديدة على العمل إذ سبق وقدّمتها ميريام عطالله في جزئه الأول؟
شخصية «سمية» لم تلفت أنظار المشاهدين في الجزء الأول من «الهيبة»، ومشاهدها كانت معدودة، لذا اتفقت مع شركة «صبّاح ميديا» على أن يكون دوري مؤثراً في الأحداث. ومن هذا المنطلق، لن تُعقد أي مقارنة بيني وبين ميريام عطالله، لأنها ظهرت في مشاهد قليلة. وبصراحة، لم أرَ عيباً في تغيير شخصيات الممثلين في أجزاء المسلسلات الأجنبية أو التركية، ومثال على ذلك شخصية السلطانة «قُسّم» التي تبدّلت في الجزءين الأول والثاني. وبالنسبة إليّ، إذا جذبني الدور ورأيت أنه محوري في العمل وله أبعاد درامية، أقبله على الفور. لكن للأسف، نجد دائماً من يصطاد بالماء العكر، ويطلق تعليقات سلبية في ما يتعلق باستبدال الممثلين في الأعمال الدرامية.
لماذا اخترت المشاركة في مسلسل «الهيبة- العودة»؟
أحببت أن أطل على الجمهور اللبناني من خلال عمل درامي لبناني- سوري مشترك، ودور يرضي طموحاتي، وشخصية «سمية» في الجزء الأول من المسلسل تختلف عنها في جزئه الثاني، ففيها تحدٍ فني كبير وأنا أحببت هذا التحدي.
لماذا ترينه دوراً مليئاً بالتحدّي؟
كنت أحرص على المشاركة في الأعمال العربية المشتركة التي أصبحت متابَعة في الوطن العربي، وبعد أن حققت النجومية في مصر، رغبت في الدخول الى العالم العربي من الباب العريض، وقبولي تجسيد دور «سمية» البنت القوية والجريئة شكّل تحدياً كبيراً بالنسبة إليّ، خاصة أن الفنانات اللبنانيات يكتفين بالأدوار الرومانسية التي تضمن لهن النجاح، بخلاف الشخصيات النسائية القوية والقادرة كتلك التي تقدَّم في الأعمال المصرية والسورية.
من السبب في تغييب مثل هذه الشخصيات؟
ربما يكمن السبب في خوف الفنانة اللبنانية من أن يكرهها الجمهور في دور المرأة القوية، لذا تفضّل تقديم أدوار العشق والغرام والأنثى الفاتنة..
حدّثينا عن علاقة «سمية» بـ«جبل شيخ الجبل» والمناكفات التي دارت بينهما في الجزء الأول من المسلسل؟
المناكفات بينهما بدت ظريفة، وقد أجدتُ في منطقة لا تجرؤ الفنانات الأخريات على الاقتراب منها، لذا أعتبر هذه الشخصية إضافة إلى مسيرتي الفنية.
هل الجفاء في تعاطي «سمية» مع العائلة كان بالاتفاق مع المخرج سامر البرقاوي؟
بصفتي ممثلة، يتوجّب عليّ تقديم كل الأدوار التي تُسند إليّ، ففي الحلقات الأولى من «الهيبة- العودة» كنت امراة قاسية ولئيمة، ومع تتابع الأحداث تلوّن أدائي وأصبح أنثوياً بامتياز، وهذه النقلة هي نتاج تعاوني مع المخرج سامر البرقاوي، والذي أمام أدائي المقنع وتفاعلي مع الأحداث أوكل إليّ عدداً كبيراً من المشاهد.
واجهتك انتقادات بأنك في الحلقات الأولى من المسلسل تحدثت باللهجة البقاعية ثم عدت لتتحدّثي باللهجة اللبنانية العادية؟
لم أتحدّث باللهجة البقاعية، وكلمة «كامي» أو «هاااا» جاءتا كرد فعل على الحدث.
كان لافتاً أن المشاهدين على بيّنة من أحداث «الهيبة- العودة» من خلال متابعتهم للجزء الأول من العمل، ومع ذلك حظي بنِسب مشاهدة عالية، بمَ تفسّرين هذا النجاح؟
لا شك في أن شخصية «جبل شيخ الجبل» أصبحت رمزاً بالنسبة الى جمهور المشاهدين، وأعتقد أن تجسيدي لشخصية «سمية» نقطة تُحسب لي، وهذا الأمر استفزّ محبّي تيم حسن، فواظبوا على متابعته مما جعله مسلسلاً فوق العادة”.»
هل هناك جزء ثالث من «الهيبة»؟
كانت الفكرة متداولة في أثناء تصويرنا الجزء الثاني من «الهيبة»، لكن الشركة المُنتجة تنتظر تفاعل الجمهور لتقرر على ضوئه الخطوط الجديدة التي يمكن أن يتضمنها الجزء الثالث. كل هذه الأمور لا تزال قيد الدرس، وحين تتضح الصورة يتم الاعلان عن التفاصيل.
ما رأيك بالدعوى القضائية التي أُقيمت ضد المسلسل مطالِبةً بإيقاف عرضه لأنه يمس بتقاليد منطقة البقاع اللبنانية؟
أولاً، كُتب في مقدمة المسلسل أن كل أحداثه وشخصياته من نسج الخيال ولا تمت للواقع بصلة، وأعتقد أن في الدعوى نوعاً من المبالغة، خاصة أن العمل نجح بقوة، والمشاهد على يقين بأنه يتابع عملاً درامياً وليس فيلماً وثائقياً. ونحن في لبنان لا نعيش وسط القمع ولنا كامل الحرية في اختيار الأعمال الفنية.
– قلت إن «الهيبة- العودة» هو أول عمل درامي عربي تشاركين فيه، لكن هذا الكلام غير صحيح لأنك شاركت من قبل في مسلسل «مذكرات عشيقة سابقة» والذي عُرض في رمضان الحالي على شاشة «الجديد»…
كنت قد شاركت في بطولة مسلسل «مذكرات عشيقة سابقة» إلى جانب باسم ياخور وطوني عيسى وعرض على شاشة osn السنة الماضية، وكنت أتمنى ألاّ يُعرض في رمضان هذا العام ويؤجّل الى الخريف المقبل، خاصة أنني صببت كل تركيزي على «الهيبة- العودة» واعتبرته خطوة جديدة في مسيرتي الفنية. وأظن أن «مذكرات عشيقة سابقة» ظُلِم ولم يأخذ حقه في المشاهدة رغم أنه عمل رائع ومميز.
أيضاً عُرض لك المسلسل المصري «ولاد تسعة» على شاشة «المستقبل» في موسم رمضان الفائت؟
هذا صحيح، لقد أسعدني الظهور عبر شاشات تلفزيونية لبنانية ثلاث في شهر رمضان. ورغم أن كل عمل يختلف عن الآخر، أرى أن «الهيبة- العودة» هو الأكثر انتشاراً واستحواذاً على عقول الناس.
كانت المنافسة الرمضانية حامية بين الأعمال الدرامية اللبنانية وتلك العربية المشتركة، هل ترين أنك دخلت المنافسة في التوقيت الصحيح؟
بالتأكيد، دخلت المنافسة في التوقيت الصحيح والمناسب من خلال الدراما التي تجمع عدداً من الفنانين من جنسيات عربية مختلفة في أعمال مميزة، وهذا الأمر يساهم في تسويق أعمالي في العالم العربي.
قلتِ إنك حققتِ النجومية في مصر، لكن هل لاقت أعمالك الدرامية التي عُرضت في رمضان إقبالاً من المصريين؟
لا شك في أن المصريين لديهم أعمال كثيرة عُرضت في الموسم الرمضاني الفائت، ما يعني أنهم لا يملكون الوقت الكافي لمتابعة باقي الأعمال، لكن حين عُرض الجزء الأول من مسلسل «الهيبة» شاهدوه بعد الشهر الفضيل، وأعتقد أن «الهيبة- العودة» سيحظى باهتمام المصريين بعد عيد الفطر وسيتسنى للكثيرين متابعته.
ما الأعمال التي تابعتها خلال شهر رمضان؟
شاهدت عدداً من الأعمال بشكل عشوائي، ومنها مسلسلات «طريق»، «ومشيت» و«تانغو» الذي أعجبني فيه النضج في التمثيل.
ماذا عن الأعمال المصرية؟
تابعت بعض الأعمال المصرية، ومنها «عوالم خفية» للزعيم عادل إمام، و«كلبش» لأمير كرارة الذي حقق نجاحاً باهراً، كذلك شاهدت عدداً من حلقات مسلسل «رحيم» لياسر جلال، و«ليالي أوجيني» لظافر عابدين.
كان لافتاً أن الأعمال التي حققت نجاحاً كبيراً في مصر أبطالها ذكور، بينما أعمال نيللي كريم ويسرا ومي عز الدين وغادة عبدالرازق حققت نجاحات تقلّ عنها في السنوات السابقة، ما السبب في رأيك؟
أعتقد أن البطل- الرجل يفسح في المجال للكاتب أن يؤلف مشاهد يصعب على المرأة تنفيذها، مثل الأكشن، وهذه المشاهد تُثري العمل الدرامي، فالمرأة انفعالاتها محدودة كالبكاء والدلال الأنثوي… لذلك نرى المشاهدين يتابعون الأعمال الرمضانية التي تُسند بطولتها الى الرجال، علماً أن البطولات النسائية كانت هي الضاربة في المواسم الرمضانية السابقة. ولكوننا نعيش في مجتمع ذكوري فالنجاح دائماً حليف الرجال، هذا فضلاً عن تأثرنا بما يحصل في العالم العربي من أحداث أليمة ظهرت بوضوح في الأعمال الدرامية.
ماذا تحضّرين من أعمال بعد «الهيبة- العودة»؟
بعد هذا المسلسل، لن أتسرّع في الاختيار، لكن معروض عليّ أكثر من عمل مصري، بينها فيلم سينمائي، إنما بصراحة أُفضّل المشاركة في مسلسل يُنافس في السباق الرمضاني.
ما جديدك على صعيد الأغنيات؟
بدأت فعلاً التحضير لأغنية جديدة، لكن معالمها لا تزال غير واضحة.
لماذا غاب زوجك يوسف الخال هذا العام عن المنافسة الرمضانية؟
هو لم يغب، فقد صوّر مسلسل «هواء أصفر» مع سلاف فواخرجي، وكان من المقرر أن يُعرض في موسم رمضان، لكنني لا أعرف الأسباب التي أدت الى تأجيل عرضه، وأظن أن المشاهدين شعروا بغيابه، لأن يوسف الخال نجم لبناني بامتياز والناس يحبونه.
هل تتشوقين لمشاهدة «ثورة الفلاحين»، المسلسل الجديد الذي تشارك في بطولته ورد الخال شقيقة زوجك؟
«ثورة الفلاحين» من الأعمال التي ستنال إعجاب الجمهور وسيحظى بنِسب مشاهدة عالية، لأنه عمل متقن ومكتمل العناصر الفنية
لك طفلة واحدة هي «نيكول الخال الصغيرة»، ألا تنوين الإنجاب ثانيةً؟
ابنتي «نيكول» أصبحت في الخامسة من عمرها، وأتمنى إنجاب طفل ثانٍ، لأنني أحب العائلة، ومن غير المستحب أن تبقى ابنتي وحيدة بلا أخ أو أخت. فالنيّة لا شك موجودة، وإن شاء الله سأُرزق ويوسف بطفل آخر رغم صعوبة حياتنا العملية.
المصدر : مجلة سيدتي