هوى الشام|   بعشقه اللامحدود للابتكار وحب البرمجيات وتطبيقاتها يقضي العامل حسن حيدر ساعات عمله الطويل في البحث عن أفكار برمجية لتطوير الآلات القديمة.. وهذا الشغف المتواصل قاده مؤخراً إلى تصميم 4 منظومات إدارة إلكترونية تلقائية لترطيب الأقماح في مطحنة سلمية بريف حماة بهدف تخفيف الهدر والحد من المشاكل الميكانيكية والكهربائية.

العامل حيدر يسرد في مقابلة مع مراسل سانا ماهية تصميمه الجديد فيقول “إن المطاحن العامة تعاني من أعطال في منظومات الترطيب التي تحولت في مجملها إلى أنظمة يتم تشغيلها يدوياً نظراً لقدم تلك المنظومات ولعدم القدرة على الاستيراد بسبب العقوبات الغربية والتكلفة العالية لها ولذلك كان هاجسي الوصول إلى منظومة متكاملة أتمكن من خلالها من تشغيل نظام الترطيب بشكل آلي بالكامل”.

ويتابع حيدر “عكفت على دراسة هذا المشروع منذ سنتين تقريباً بدعم مباشر من إدارة فرع مؤسسة الحبوب بحماة التي وفرت لي الدعم الكامل ومن ثم وضعت الدراسة الفنية والهندسية للمشروع وفق تواجد القطع البرمجية والتحكمية المتوافرة في السوق المحلية وبدأت رحلة العمل بتصميم وإصدار برنامج حاسوبي متخصص وقادر على برمجة كافة المعالجات الإلكترونية للمنظومة ومن ثم بدأت المرحلة الثانية بتجميع القطع البرمجية والإلكترونية والتحكمية الخام والعمل على ربطها عن طريق صيغ رقمية وبرامج حاسوبية” .

وأوضح حيدر أن تكلفة تصنيع المنظومة الواحدة لم تتعد 5 ملايين ليرة في حين يرتفع سعرها في السوق الخارجية إلى 50 مليون ليرة كأقل تقدير مبيناً أن المنظومة القديمة المتعطلة كانت تعتمد على صمامات مغناطيسية لها مساوئ بكونها تتأثر بضعف شدة التيار الكهربائي وانقطاعاته المتكررة وكثرة أعطالها نتيجة تكلس مواسير وصمامات المياه بسبب وجود مياه كلسية بينما المنظومة الجديدة تتألف من شقين برمجي وهو عبارة عن معالجات مرتبطة مع بعضها بلوحة إلكترونية مزودة بشاشة لمس تمنح الأوامر إلى القسم الثاني التحكمي والذي هو عبارة عن صمامات تحكمية (سيرفو) مركبة على خطوط الإنتاج تساهم في إدخال نسب محددة من المياه لترطيب الأقماح كما أنها تراقب مستوى الرطوبة وتسمح بتحكم آلي بالكامل لعملية الترطيب دون التدخل البشري.

من جهته ذكر رئيس قسم الكهرباء بمطحنة سلمية المهندس حسين القطلبي أن المنظومة القديمة متعطلة في مطحنة سلمية وباقي المطاحن العامة واستيرادها يتطلب مبالغ كبيرة لذلك لم يكن هناك خيار إلا البحث عن بديل وأن يكون سورياً بامتياز وتقرر تصميم وصناعة منظومة تحكمية محلية.

وأوضح القطلبي أن العامل الفني حسن حيدر قام بعمليات برمجة هذه المنظومة بطريقة مبتكرة وإبداعية تم فيها تنسيق آلية عمل مفاصل هذه المنظومة مع بعضها البعض ومن خلال التجريب تبين أنها تضاهي منظومات الترطيب الخارجية وأعطت دقة في العمل وخففت الأعباء وعالجت الأخطاء والمشكلات التي كانت تقع بسبب الترطيب اليدوي.

بدوره قال مدير فرع الحبوب في حماة المهندس وليد جاكيش إن مطحنة سلمية تعد من أهم مطاحن سورية وتصل طاقتها إلى 600 طن يومياً ومن الضروري الحفاظ على هذا الرقم الكبير من الإنتاج وبجودة عالية لافتاً إلى أن العامل حسن حيدر قدم في أكثر من موقع حلولاً مبتكرة لمشكلات واجهت عمليات الطحن ونظراً لكفاءته تم تبني مشروع تصنيع المنظومات التي أثبتت جدارة اليوم وتقوم بعملها على أكمل وجه وبأحسن صورة.

وأعرب جاكيش عن أمله بأن يتم تعميم هذه المنظومة على كافة المطاحن لتستفيد من هذا الإنجاز.

يشار إلى أن المنظومات الأربع وفرت حوالي 180 مليون ليرة وهي تعد أول ابتكار محلي بالكامل مدعم بتصميم برنامج حاسوبي صناعي لتنسيق المهام.

المصدر:سانا

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))