هوى الشام| أشاد الزعيمان الروسي فلاديمير بوتين والهندي ناريندرا مودي بالعلاقات الروسية الهندية، ونوها بالتعاون التقني العسكري الذي يمثل “حجر أساس الشراكة الاستراتيجية” بين البلدين.
وورد في بيان مشترك نشر على موقع الكرملين في أعقاب قمة الزعيمين في نيودلهي، أن الجانبين أعربا عن تمسك البلدين بالشراكة الاستراتيجية المميز في شتى المجالات، مشيرين إلى أن العلاقات الروسية الهندية تبقى “سندا للسلام والاستقرار في العالم”.
وأكد الزعيمان أهمية الحوار حول القضايا الثنائية والإقليمية على مستوى سكرتير مجلس الأمن الروسي ومستشار رئيس الوزراء الهندي لشؤون الأمن القومي، مشيرين إلى أن الاتصالات المنتظمة بينهما أسهمت في “تحسين التفاهم الاستراتيجي والتنسيق بين البلدين.
التعاون في مواجهة كورونا
وأشاد الزعيمان بالتعاون المتواصل بين موسكو ونيودلهي في مجال مكافحة عدوى كورونا، “مع تركيزهما الخاص على لقاح سبوتنيك V الروسي، معربين عن شكرهما لحكومتي البلدين على المساعدة المتبادلة في مواجهة “كوفيد-19″، خاصة في مجال تقديم أدوية ومعدات طبية حيوية خلال الموجتين الأولى والثانية من الجائحة. كما أعرب بوتين ومودي عن ثقتهما في أن يسهم الاعتراف المتبادل بشهادات التطعيم ضد كورونا في أقرب وقت ممكن في تنشيط الرحلات الجوية بين البلدين.
التعاون العسكري والتقني العسكري
وورد في البيان أن التعاون العسكري والتقني العسكري بين روسيا والهند يمثل “حجر الأساس للشراكة الاستراتيجية المميزة” بين روسيا والهند، مشيرا إلى أنه نظرا لسعي الهند للاعتماد على الذات في هذا المجال يتم تحويل الشراكة بين البلدين نحو دراسات علمية وأعمال تصميم مشتركة، وتطوير مشترك لتكنولوجيات وأنظمة دفاعية مستحدثة. كما أعرب الجانبان عن ارتياحهما للاتصالات المنتظمة بين وزارتي الدفاع الروسية والهندية وتنامي وتيرة التدريبات العسكرية المشتركة.
وجدد الطرفان تأكيد عزمهما على تعزيز التعاون الدفاعي بين الدولتين بما في ذلك في مجال تصميم وتصنيع المعدات العسكرية ومكوناتها وقطع غيارها. كما اتفقا على أن “السلام والاستقرار والتنمية المتبادلة تتطلب عملا مشتركا مكثفا بين البلدين في القطاعات الأكثر حداثة وتطورا من التكنولوجيات الدفاعية”.
التعاون على الساحات الدولية
وجاء في البيان أن الزعيمين اتفقا على تطوير الحوار والتعاون بين روسيا الهند على “ساحة” الأمم المتحدة، مشيرين إلى أهمية إعطاء دفعة جديدة لمبدأ التعددية في ظل دور الأمم المتحدة المركزي في الشؤون الدولية.
وشددا على تمسكهما بسيادة القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما فيها مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأعضاء.
ورحبت روسيا بانتخاب الهند عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي لمدة سنتين، وأشار الطرفان إلى أن عضوية الهند وفرت إمكانيات إضافية لتنسيق الجهود حول القضايا الدولية الأكثر أهمية على حلبة الأمم المتحدة.
ودعا الجانبان إلى إصلاح شامل لمجلس الأمن بهدف جعله أكثر فعالية في حل القضايا المتعلقة بالسلام والأمن في العالم.
كما أكد الطرفان تمسكهما بتعزيز التعاون والتنسيق الوثيق في إطار مجموعة “بريكس”.
وركزت روسيا والهند على الإنجازات التي حققتها منظمة شنغهاي للتعاون خلال العقدين من تاريخها، متعهدتين ببذل الجهود لتعزيز هذه المنظمة باعتبارها إحدى الركائز الأساسية من “نظام عالمي جديد أكثر تمثيلا وديمقراطية وعدالة وتعددية مبني على أساس القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة في المقام الأول”.
مواجهة الإرهاب
وأعرب الجانبان عن عزمهما على تركيز جهودهما على رفع فعالية مكافحة الإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة والتهديدات في مجال الأمن المعلوماتي.
ودانت روسيا والهند الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره، داعيتين المجتمع الدولي إلى تفعيل جهوده في مكافحته، بما في ذلك ضرب ملاذاته ومصادر تمويله وتداول الأسلحة والمخدرات بطريقة غير شرعية، واستغلال التقنيات المعلوماتية لنشر محتويات إرهابية ومتطرفة.
وأعرب الجانبان عن قلقهما إزاء خطر بدء سباق تسلح في الفضاء مؤكدين التزامهما ببذل الجهود من أجل منع عسكرة الفضاء.
الأسلحة البيولوجية والكيميائية
كما أكد الطرفان دعمهما لتطبيق معاهدة حظر تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة الجرثومية والسمية وإتلافها من قبل جميع الدول الموقعة، مشيرين إلى عدم قبول إنشاء آليات دولية تأخذ على عاتقها وظائف المعاهدة، بما في ذلك في أمور تخص مجلس الأمن الدولي.
كما جددت موسكو ونيودلهي دعمها لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية داعيتين الدول الموقعة لمعاهدة حظر هذه الأسلحة إلى تنظيم حوار بناء من أجل إعادة روح الإجماع في صفوف المنظمة.
الملف الأفغاني
وأعرب بوتين ومودي عن “دعهما الحازم للسلم والأمن والاستقرار في أفغانستان، مشيرين إلى ضرورة احترام سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها وضمان عدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
وتابع البيان أن الزعيمين “بحثا أيضا الوضع الإنساني في أفغانستان واتخذا قرارا بتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة للشعب الأفغاني”.
وأشار الطرفان إلى وجوب منع المنظمات الإرهابية، بما فيها “داعش” و”القاعدة”، من استخدام أراضي أفغانستان لإقامة مخابئ ومراكز تدريب لها، أو تدبير وتمويل عمليات إرهابية. وذكر بوتين ومودي بأهمية القرارات الدولية بشأن أفغانستان، إضافة إلى الوثائق الصادرة عن صيغة موسكو للمشاورات حول أفغانستان وآليات دولية وإقليمية أخرى معنية بالشأن.
الملف السوري
كما أكد الطرفان تمسكهما الحازم بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وعدم وجود بديل للعملية السياسية في هذا البلد، إضافة إلى ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لجميع السوريين المحتاجين لها، بعيدا عن تسييس هذه العملية أو طرح شروط مسبقة، وفقا لقرار 2585 لمجلس الأمن.
“الصفقة النووية”
كما أكد الطرفان أهمية التطبيق الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة ودعمهما للجهود الرامية إلى إعادة “الصفقة النووية” مع إيران في أقرب الآجال.
ورحب الجانبان بوجود تطابق كبير في مواقف الدولتين إزاء أولويات الأجندة الدولية، معربين عن تمسكهما بتعزيز الشراكة الاستراتيجية المتميزة بين روسيا والهند “سواء في سياق العلاقات الثنائية القائمة أو في حل القضايا الإقليمية والدولية”، كما أنهما أعربا عن “عزمهما تعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم مصلحة الشعبين الروسي والهندي”.
المصدر: RT
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))