رشا معتز الخضراء

خاص هوى الشام من نبوغ محمد أسعد| تكتب الأديبة رشا معتز الخضراء الشعر الذي يمتلك أسس الموهبة الحقيقية بروح أنثوية وعاطفة تصور الواقع وتقدمه إضافة إلى البحث الأدبي الذي يتضمن اللغة والتراث وتكتب للأطفال فتتميز كل كتاباتها بالمستوى الأدبي والاهتمام باللغة والجماليات والمعرفة ولها مجموعة من الدواوين والبحوث وهي عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين وخصت هوى الشام بالحوار التالي :

رغم كل الصعوبات أنت تكتبين كل الأجناس الأدبية مثل البحث والشعر .. أليس مرهقاً عليك ؟وكيف تجمعين بينهما؟

إنّ اللغة العربية بحر شاسع يجمع في أعماقه أسرار جميلة جداً وبالنسبة لي قررت منذ زمن أن أكون تلك الغواصة التي تجوب في عمق البحار حبّاً باللغة العربية ولامتلاك نواصيها وجميعنا نعلم أن من أحبّ الشيء يبدع به ولا يحس بالتعب وخاصة إذا كان محاطاً بالعديد من الأشخاص المحبين والمشجعين له؟.

وبالنسبة للأبحاث المقدمة كالمرجع الشامل للغة العربية بعنوان لغتي هويتي  الذي جاء ب 560 صفحة ومبوب  لتسعة أبواب شاملة لكل مبادئ اللغة العربية وفنونها .. وكُتيب الوافر في اللغة العربية للصف الثالث من التعليم الأساسي  جاءت فكرة كلا الكتابين لكوني مدرسة لمادة اللغة العربية فقد تم إعداد كلاهما مواكبة  للمناهج المدرسية المطورة واستخدمت استراتيجيات التعليم الحديث إضافة إلى مشاركتي بكتاب صادر عن وزارة التربية ومركز تطوير المناهج مضمونه دمج اللعب بالتعليم وكنت من بين زملائي وزميلاتي المشاركين في هذا الكتاب وهو بعنوان طرائق وألعاب تعليمية مبتكرة في الميدان التربوي بجزئه الأول.

ومن خلال كل ما سبق  شعرت بنفسي  أنني ولغتي الأم جزءا لا يتجزأ  وروحاً صبت في الجسد لتجد ملهماً لها.

متى تكتبين الشعر، ومتى تكتبين البحث؟

 أتغنى بشعري لأبوح بقلمي وأصبّ رحيقه على ورقتي ليلاً لأنني أشعر بهمس الليل يطرب أذني ليحرك هاجسي الذاتي وأبدأ بالكتابة وأحياناً كثيرة يؤثر في موقف معين أو مشهد مؤثر ولكن لا استطيع الكتابة بالوقت نفسه وإنما من خلال استرجاع الأحداث بذاكرتي ليرسم ليلاً كلمات ورموز وصور عبر سطور ورقتي.

أما الأبحاث الأدبية فيه نتيجة تدريسي لمادة اللغة العربية هي أفكار تأتي وليدة وجودي بين طلابي في الصّف من خلال موقف تعليمي أو تمهيدي للدرس أو حتى تقويمي وتقييمي  كل ما سبق ويكون في بوتقة الطفل والتعليم ويخرج وليد اللحظة ويطبق فورا عن طريق استراتيجيات التعلم.

الأديبة رشا معتز الخضراء
لعنوان المحاضرات والندوات الثقافية دور كبير في جذب الجمهور للحضور

ماهي الصعوبات التي تواجهيها في الساحة الثقافية التي تراجعت كثيرا في اللغة والشعر الحقيقي.. وأنت تكتبين وتلتزمين بالأسس الحقيقية ؟

في الحقيقة كثيرا ما يؤلمني هو ابتعاد البعض عن الكتب والقراءة والمسارح الثقافية علماً أن الندوات الثقافية والدورات التي تلم بلغتنا الأم لها أهمية كبيرة في جذب الكثيرين لقراءة الكتاب.. ومع هذا أيضا ألقي بعض اللوم على الكتاب حيث أن لعنوان المحاضرة دور كبير في جذب الجمهور للمتابعة وكذلك الأمر على عناوين القصائد الملقاة .. ولهذا عند حضوري لأي أمسية  شعرية أو ندوة ثقافية نرى أعداد الجمهور قليلة … وفي كثير من الأحيان يكون السبب قلة النشاط الإعلامي.

ما رأيك بما يكتب من شعر الآن ؟ ولماذا تراجعت اللغة العربية وأصبح هناك دورا للمحكي؟

بالحقيقة لا أستطيع تقيم لغة الشعراء لأن في نهاية الأمر نعلم أن الشعر إحساس بالكلمة والمعنى دوماً في قلب الشاعر وبوجهة نظري كل ما يحرك إحساسنا والذات الشاعرة التي نمتلها فهو جنس أدبي بغض النظر عن نوعه.

وما يزعجني للأسف هو الشعر المحكي البعيد عن فصاحة لغتنا الأم التي أُرهقت ممن يتصدون فصاحتها ليلبسونها العامية.

هل تجدين نقداً أدبيا حقيقيا على الساحة الثقافية وما هو دوره؟

بالنسبة لي النقد الأدبي البناء هو من يتحدث عن السلبيات والايجابيات دون تصيد أي شاعر بهدف زعزعة الثقة  والتحطيم  فكل ما بني على حق فهو حق وما بني على باطل بهدف التشويه يعدّ باطلاً .. لذا النقد لا يكون بناءً إلا إذا تناول الإيجابي والسلبي وبعبارات منمقة بعيدة عن التعالي والتجريح.

أنت تبحثين في مجالات اللغة العربية والتراث ولعلك المرأة الوحيدة التي تقدمت بذلك وحتى في مجال الشعر الحقيقي تراجع دور النساء ولم يبق إلا القليل ما السبب برأيك؟

السبب الحقيقي هو تكبل المرأة في زماننا هذا لدى البعض بحكم العادات والتقاليد فالكثير لم يؤمن بيومنا هذا بأن المرأة نصف المجتمع حتى أن البعض يستضعفونها لكونها امرأة علماً أن المرأة أثبتت جدارتها في كافة المجالات وفي ديواني طوق اليمامة استطعت بقصائدي أن أحرر المرأة التي تجول في مخليتي من أكبالها لتواجه الحياة لكونها المحبوبة والأم والمربية.

 

طوق اليمامة للأديبة رشا معتز الخضراء
في ديواني طوق اليمامة أستطعت أن أحرر المرأة التي تجول في مخليتي

ماذا تقولين للمرأة على الساحة الثقافية الآن؟ وماذا يجب أن تفعل؟

أقول لها كوني امرأة بإحساسك بمشاعرك وبعملك ومع أسرتك وعاطفتك مع أطفالك والأهم أن تعدلي بكل ما سبق فلأسرتك وأولادك عليك حقا.. ولعملك عليك حقا ولنفسك عليكِ حقا هكذا بوجهة نظري تكون العدالة وتتحرري من نفسك ولنفسك.

كأديبة وباحثة فلسطينية.. ماذا تشكل فلسطين لك بالنسبة لمجالاتك الواسعة؟

فلسطين هي قلب الأمة وبالنسبة لي هي الأم التي أعشق، فكل صرخة طفل على أرضها الطاهرة أشعر بأنه ينادي قلمي ليتحرك وهذا ما حصل معي فعلاً في ديوان فلسطينية أنا عربية الهوى سورية الهوية كان لهذا الديوان صرخة نابضة من قلب فلسطين فكل قصيدة وجدت في صفحاته  كانت تعبر عن صرخة طفل وعن حجر مسكه بيده الصغيرة  ليجعل الحجر ينطق حبّاً للحرية.

رشا معتز الخضراء
فلسطين بالنسبة لي هي الأم التي أعشق

والأديبة رشا معتز الخضراء هي مدرسة لمادة اللغة العربية وحاصلة على دبلوم تأهيل إعلامي، كما أنها متخصصة في نظم التدريس الحديثة والأنشطة اللاصفية وتتمتع بخبرة واسعة في مجالي التدريب والتعليم وهي عضو في الاتحاد الدولي للغة العربية وشاركت في تعويض الفاقد التعليمي بتكليف من وزارة التربية، حيث قدمت العديد من الدروس والاختبارات الكترونياً على المنصة الإثرائية في مركز تطوير المناهج وعلى منبر قناة التربوية السورية، كما شاركت في إعداد كُتيب طرائق وألعاب تعليمية في الميدان التربوي.

وبالإضافة إلى ذلك، تمتلك رشا الخضراء موهبة الشعر، حيث لديها تسعة دواوين شعرية هي همسات – نرجسية الحب – واحة الغرام – أوراق على جدار الزمن – فلسطينية أنا – عربية الهوى سورية الهوية – الخوابي- همس الياسمين- طوق اليمامة ، وحصلت على جوائز عديدة منها جائزة الإبداع الأدبي من إمارة الشارقة وجائزة القلم العربي من العراق وجائزة الشعر التفعيلة في تونس.

رشا معتز الخضراء المنتسبة إلى اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين في سورية، وإلى اتحاد الناشرين السوريين شاركت في سوق عكاظ للأدب وتعمل حالياً كعضو في لجنة تحكيم بمهرجان مواهب الطفولة في الدار البيضاء ممثلة عن الجمهورية العربية السورية كما شاركت بإعداد كتاب بحثي تحت عنوان كتاب لغتي هويتي (الشامل في اللغة العربية) وكُتيب “الوافِر في اللغة العربية لطلاب شهادة التعليم الأساسي وتعمل كمدققة لغوية للعديد من الأعمال التلفزيونية، كما أنها معدة لبرامج أطفال ومنها برنامج حكايا وعبر للأطفال.

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))