هوى الشام| تشهد أسعار الحليب ومشتقات الألبان ارتفاعاً مستمراً في محافظة حمص، بحيث يزيد سعر الكيلو منه بمقدار 50 ليرة سورية في كل أسبوع إلى 10 أيام تقريباً، فلا يلبث المواطن أن يستوعب الأسعار حتى يفاجأ بارتفاع جديد له، ويسجل سعر كيلو الحليب حالياً في محال بيعه بالمدينة بين 1400 إلى 1500 ليرة سورية، بينما يتراوح سعر كيلو اللبن الرائب بين 1600 إلى 1700 ليرة سورية بحسب كل محل والمنطقة التي يوجد فيها.
وعزا عدد من مربي الأبقار في ريف المحافظة أسباب ارتفاع كيلو الحليب واضطرابه وعدم استقراره إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وأسعار الأدوية واللقاحات البيطرية بشكل متزايد يوما بعد يوم، واطرارهم إلى تأمين الأعلاف من القطاع الخاص بأسعار باهظة لكون الكمية التي يحصل عليها المربون عن طريق الجمعيات الفلاحية في الشهر لا تكفي ولا تلبي الحاجة، إضافة إلى شرائهم كل مستلزمات الأبقار من تبن وأدوية وغيرها من الأسواق ما يؤثر في كلفة إنتاج كيلو الحليب وبالتالي رفع سعره لكي لا يتكبد المربي خسائر لا يمكنه تحملها لأن تربية الأبقار في هذه الأيام ليست رابحة وأن سعر الحليب الذي تنتجه البقرة يصرف على مستلزماتها من دون تحقيق أرباح على حد قولهم.
وبينوا أن تكلفة إنتاج كيلو الحليب حالياً يتراوح بين 1300 إلى 1400 ليرة سورية نظراً لانخفاض إنتاج البقرة من الحليب خلال هذه الفترة من جهة وللأسباب التي تم ذكرها، لافتين إلى أنهم يتعرضون إلى ابتزاز التجار الوسطاء الذين يقومون بتجميع الحليب من الأرياف ونقله إلى المستهلكين في المدينة أو معامل الألبان والأجبان، ويضطرون إلى بيع إنتاجهم من الحليب بأسعار تقل عن أسعار التكلفة بمقدار يزيد على 100 ليرة سورية، وبالتالي عدم تحقيق ربح من ذلك.
من جهتهم أكد عدد من التجار الوسطاء الذين يقومون بتجميع الحليب من المربين ونقله إلى المدينة أن هناك أسباباً كثيرة تقف وراء هذا الارتفاع بشكل عام، بدءاً من المربي حتى وصول المادة إلى المحال، منها ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية ومستلزمات الإنتاج من جهة، والطلب المتزايد على الحليب من المعامل والمنشآت وارتفاع أجور النقل بين القرى ومركز تجميع الحليب من جهة، وبين مركز تجميع الحليب والمدن، إضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات «المازوت» بالسوق السوداء حيث وصل سعر «بادون» المازوت في السوق السوداء إلى نحو 75 ألف ليرة سورية وهذا سينعكس بالتأكيد على سعر كيلو الحليب المنتج.
وأشار عدد من الحلابين «التجار الوسطاء» إلى أنه يتم حالياً شراؤهم كيلو الحليب من المربين بأسعار تتراوح بين 1100 إلى 1200 ليرة سورية بحسب نوعية الحليب وبعد القرية عن مركز تجميع الحليب، وأنهم يبيعون الكيلو منه لأصحاب محال بيع الألبان في المدينة بما يتراوح بين 1300 إلى 1400 ليرة سورية.
بدوره بين مدير عام شركة ألبان حمص محمد حماد لـ«الوطن» أن أسباب كثيرة وواضحة تقف وراء ارتفاع أسعار الحليب وبالتالي مشتقاته أهمها ارتفاع أسعار الأعلاف وفق آخر نشرة صادرة عن المؤسسة العامة للأعلاف، إضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات «مازوت» والذي ينعكس على أجور نقل مادة الحليب ابتداء من التاجر الوسيط الذي يقوم بجمعه من مختلف قرى الريف إلى المدينة من جهة وما تحتاجه المولدات لتشغيل مراكز تبريد الحليب من جهة أخرى، إضافة لانخفاض كميات إنتاج الحليب خلال هذه الفترة من العام لكون هذه الفترة ليست بموسم إدرار للأبقار الحلوب.
وأشار حماد إلى أن الشركة تستجر حالياً نحو 40 طناً يومياً من الحليب، وتستلم كيلو الحليب من المؤسسة العامة للمباقر بمبلغ 1100 ليرة سورية.
من جهته أكد مدير فرع المؤسسة العامة للأعلاف في حمص عزام بركات لـ«الوطن» أن ارتفاع أسعار المحروقات والأعلاف أثر في تكاليف إنتاج الحليب وارتفاعه بشكل عام، موضحاً أن سعر كيلو جاهز حلوب ارتفع من سعر 950 ليرة إلى 1100 ليرة سورية وسعر كيلو النخالة من 250 ليرة إلى 700 ليرة سورية، لافتاً إلى أن الحصار الاقتصادي المفروض على القطر وصعوبة تأمين المواد العلفية المستوردة وإيصالها وزيادة تكاليف الإنتاج أثر أيضاً في ارتفاع أسعار كيلو الحليب بشكل عام.
وأشار إلى أنه يتم حالياً توزيع المقنن العلفي للأبقار الحلوب بمقدار 50 كغ جاهز حلوب و10 كغ نخالة للرأس الواحد بأسعار تعادل تكاليف إنتاجه بالمؤسسة تقريباً وبنسبة مخفضة عن السوق تصل إلى نحو 20 بالمئة تقريباً، لافتاً إلى أن المقنن العلفي المخصص يعوض ويغطي جزءاً من الحاجة فقط.
وأوضح أن المؤسسة تعمل على تأمين حاجة الثروة الحيوانية عن طريق التوزيع على المربين وفق جداول التحصين القلاعية المعتمدة من وزارة الزراعة إلى الجمعيات الفلاحية التي تستجر الأعلاف من المؤسسة.
المصدر: صاحبة الجلالة
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))