هوى الشام
حرفيّاً، قد ننعي، هذا العام، الدراما السورية إلى غير رجعة، ولن تنجو إلا المظاهر.
المسلسل التلفزيوني السوري مُنتَج بحاجة إلى سوق تصريف (الفضائيات العربية) التي امتنعت، بموجب قرار سياسي أولاً، وبالنظر إلى تراجع مستوى درامانا ثانياً، عن شراء العمل المحليّ.
بعض الفضائيات، التي قد توافق، بفعل عوامل عدة، على شراء عمل ما، لم تعد تدفع ما يزيد عن 8000$ (كحد أقصى) في الحلقة الواحدة، لتكون المحصلة 240 الف دولار لعموم المسلسل (يعني أقل من أجر تيم حسن لوحده، هاد ما حكينا بأجور باقي الممثلين والفنيين وكلفة الانتاج).
العام الماضي، كسد الموسم، فخبّأ المنتجون أعمالهم في الدروج على أمل البيع في موسم 2018، لتكون النتيجة أكثر قسوة، فالمسلسل السوري لم يعد يلقى قبولاً في الشاشات العربية.
رهان الموسم الرمضاني الحالي كان على عمليّ #هوا_أصفر (نص علي وجيه و يامن الحجلي اخراج أحمد ابراهيم أحمد) و الواق واق (نص ممدوح حمادة اخراج الليث حجو).
المسلسلان اللذان نستطيع أن نصفهما، اصطلاحاً، بالجماهيريين لم ينجحا في كسر الحصار.
كلفة انتاج الواق واق تجاوزت مليوني دولار. لم يسترد منها المنتج فلساً واحداً، بينما اقتربت الميزانية العامة لهوا اصفر من عتبة مليون دولار وربّما تجاوزتها قليلاً.
ملاحظة: هوا أصفر توافرتله فرص عرض معقولة (منها osn ومنها bein drama) حتى انو بعض المحطات المصرية أبدت استعدادها لشراء العمل (بحكم أنه من بطولة سلاف فواخرجي ) لكن تشبث الإدارة بفكرة البيع بأسعار عالية حالت دون هالشي.
هل سيتوقف المنتجون السوريون عن الاستثمار في الدراما؟
الجواب، يقيناً، نعم سيتوقف الغالبية (في منهن توقفو وخلصو)، بينما سيستمر قرابة أربعة منتجين (يمكن يزيدو شوي) في ضخ مليون دولار هنا ومليوني دولار هناك استجابة لقرار سياسي (على مستوى الدولة السورية) في إنعاش هذا القطّاع المتموّت سريرياً…
بسطر واحد: الدراما السورية التقليدية ستتحول إلى مظاهر درامية.
المسلسل بالشكل اللي عم تشوفوه عالشاشات رح يختفي خلص.
رامي كوسا