هوى الشام | منذ نعومة أظفاره أحب محمد خالد الخضر الشعر والأدب والحكايات التي كان يستمع إليها من جدته قبل دخوله المدرسة مع التزامه بعلاقة وثيقة ربطته بأبيه الذي كان يصحبه معه أينما ذهب على حصانه الأحمر في مهمات الخيالة الخاصة بالدرك وتعلم منه ركوب الخيل وظل متعلقا بركوب الخيل حتى تجاوز المرحلة الابتدائية.
في المرحلة الابتدائية اكتشفت معلماته وأبوه موهبته في الشعر والخطابة عندما ألقى أول كلمة في الصف الرابع بشكل ارتجالي أمام الطلاب بطلب من الإدارة.
تألق في اللغة العربية خلال المرحلة الإعدادية فكتب أولى قصائده خلال تقديمه لامتحان الشهادة الاعدادية وبدأ نشر نصوصه المقاومة منذ ذلك الحين في مجلة الهدف الفلسطينية وهو في الصف العاشر فلاقت قبولا ناجحا دون أي تدخل.
تعلق بالقضية الفلسطينية وأصبح والده وصديقه يعرفه إلى أصدقائه من قضاة وضباط ومثقفين وحضروا له أولى امسياته التي تألق فيها وتميز على المشاركين في المركز الثقافي بأريحا واصطحبه آنذاك الحضور الكبير بمن فيه من مسؤولين إلى منزله في جبل الزاوية الذي أكسبه كثيرا من الصلابة والثقة بالنفس والقدرة على المواجهة.
هذا التأييد الكبير جعله يطرح على أبيه فكرة طباعة ديوانه الأول “سأعود مرفوع الجبين” فقدم له الدعم والمساندة فصدر وهو في الصف الثالث الثانوي وعلى غلافه خارطة فلسطين ..فكانت الفرحة كبيرة عند أهله وأقربائه وأصحابه لأن ديوانه كان مؤشرا كبيرا على تمسكه بالقضية الفلسطينية وتحرير كل ذرة تراب محتلة خلال شعر رفيع المستوى ولاسيما أنه قرأ كل ما تتضمنه مكتبته من كتب بدأ بشرائها لها ابوه منذ طفولته الى ذلك الحين.
وانتقل محمد خالد الخضر من المرحلة الثانوية إلى الجامعة وهو يمتلك مع موهبته الشعرية ما اكتسبه خلال تربيته فظهرت الرماية والسباحة وركوب الخيل في اندفاع حروفه التي اقتصرت على المواجهة والانتقاد وكشف الغلط.
انتشرت بعد ذلك امسيات محمد خالد الخضر بجامعة حلب وتوسعت علاقاته التي تكونت من أصحابه وأصحاب اببه وسطع نجمه وهو يؤدي الخدمة الإلزامية التي أمضاها بمحبة رؤسائه وهو يتمسك بقيم الثقافة ومكونات الاصالة وهي ترافقه دون ان يتخلى عنها فكتب في اغلب الصحف وكان مراسلا لجريدة الأسبوع الأدبي في إدلب وجريدة الثقافة وجريدة آفاق وكلفه رئيس اتحاد الكتاب العرب آنذاك والمكتب التنفيذي بأمانة سر فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب وهو يؤدي الخدمة الإلزامية وبعد أن انهاها كلف برئاسة الفرع إضافة إلى مهامه الصحفية.
خلال ترأسه فرع ادلب لاتحاد الكتاب العرب تعرض آنذاك إلى محاولة اغتيال عندما كشف في مقالاته سماسرة بعض المسؤولين فوقف اصدقاءه الشرفاء بجانبه ورئيس اتحاد الكتاب العرب علي عقلة عرسان فطوقتهم يد العدالة وخرج من المعركة منتصرا.
وعين الشاعر محمد خالد الخضر رئيسا لقسم الاعلام بفرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي وظل يواجه الفساد من خلال ما يكتبه في الأسبوع الأدبي وآفاق والثقافة ثم اتجه إلى النقد إضافة إلى الشعر وركز في دراساته النقدية على كشف الأدباء والشعراء المطبعين مع الكيان الصهيوني ولم يكترث بالمواجهات التي تعرض إليها رغم قساوتها وصعوبتها متمسكاً بمواقفه وانتمائه واصالته وهذا ما ظهر بكل مؤلفاته التي تجاوزت العشرين كتابا في الشعر والنقد والدراسات.
وعندما بدأت المؤامرات على سورية كان أول من واجهها في محافظة إدلب من خلال شعره ومقالاته وندواته وثقافته وكان أول من خطف على يد الإرهاب بعدما رفض ما قدموه إليه ليكون ناطقا باسمهم وتعرض لأشد انواع التعذيب ونظرا لقيمته ومواقفه أقدم الجيش والجهات المختصة قاطبة على تحريره فانتقل إلى دمشق بعد احتلال بيته وظل مستهدفا لكنه لم يتراجع فأخافتهم مواقفه وتابعوه كثيرا فاحرقوا منزله ومكتبته ولم يتراجع لكنه فوجئ بفساد كبير فواجهه أيضا وسجل ما واجهه كمذكرات للتاريخ في روايته ربيع الذئاب وتلتها روايته قيد الصدور ربيع الثعالب فهما روايتان خلقتا حالة قهر عند العملاء والجواسيس اضافة إلى ما كتبه في وكالة الأنباء العربية السورية سانا ومجلة الأزمنة ودوريات اتحاد الكتاب العرب وجريدة الثورة والبعث والجماهير ودواوينه غزل الصقور وهكذا فعل العابرون وعندما طعن الصقر غدرا وعلى ضفتي الجرح وحتى الانتصار وبعد ذلك.
تعرض ايضا لمحاولة اختطاف في دمشق لتسليمه إلى المسلحين لكن افشلها الأمن وتعرض الى غدر الكثير من بعض زملائه وظل مقاوما وصامدا ومتمسكا بالأدب الرصين والشعر الملتزم حتى هذه اللحظة التي يرأس فيها فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب ويتابع مسيرته الإعلامية والثقافية بكل ثبات ومن مؤلفاته أيضا إضافة الى كل ما ذكر السقوط في مدينة مغلقة وصرخة في زمن الصمت وذكريات في الوادي الشرقي وامرأة مهددة بالسبي ولعينيك كل هذا الحب وأصابع الموت وحتى لا يكون هناك ربيع اخر الطيب المتنبي بين الشاعرين حامد حسن ورضا رجب وقراءة أخرى في شعر نزار قباني.
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))