هوى الشام
أوضح الفنان بسام كوسا أن خلافه ليس مع نقابة الفنانين وإنما مع من يديرها، منوهاً أن النقابة تحولت إلى مؤسسة جباية أموال، وهمها الوحيد تحصيل رسوم الاشتراك من الفنانين، دون النظر إلى ما يقدمونه من عمل فني في ظل الأزمة الإنتاجية التي يمرون بها، معقباً “لم تقدم النقابة على أي عمل يساعد الفنانين على الرغم من الأموال الطائلة التي في رصيدها”.
وحول علاقته بالفنان السوري زهير رمضان، علق كوسا في حوار له مع إذاعة صوت الشباب، ضمن برنامج “مع الكبار” الذي يقدمه يامن ديب بالقول: “ليس لدي أية مشكلة معه بل هو لديه مشكلة مع نفسه، فأنا لا أصلح لاستلام منصب نقيب الفنانين وإنما من مثله لديه القدرة على ذلك، فهؤلاء هم من يصلون إلى المناصب وليس نحن”.
أما في الحديث عن موقفه من المؤسسة العامة للسينما، قال بسام: “لو دعيت إلى القيام بأي عمل من إنتاجها، لن أشارك والسبب هو تحول تلك المؤسسة إلى مزرعة شخصية لثلاثة أو أربعة أشخاص، فكل ما تقوم به تلك المؤسسة من مهرجانات وأفلام قصيرة للشباب لم تؤدي إلى شيء على أرض الواقع، ومع ذلك كي لا أغبن الناس حقها، أرفع القبعة لأي تجربة أو عمل سينمائي تنتجه المؤسسة، فهي تعمل في ظرف سيء غير مريح”، مضيفاً “بالتالي الموضوع ليس شخصي محض، بل في آلية عملهم التي تعتمد على مخرجين أو ثلاثة يعملون معها منذ عشر سنوات”. وأكد على أن صناع الدراما ومنتجيها المتواجدين حاليا في الوسط الفني ما هم إلا أشخاص أميين وتجار أزمة.
كما صرح كوسا أن ما تقوم به وزارة الثقافة في ظل الأزمة التي نمر بها، ما هي إلا استعراضات لم تنتج أي ثمرة مرجوة منها، وعقب: “الذريعة دائماً هي الأزمة، على الرغم من أننا كنا هكذا من قبلها، لذلك يجب ألا نجعل منها مشبك نعلق عليه فشلنا”.
وعن عدم تكرار محاولة التقديم التلفزيوني مع زياد الرحباني والانتقادات التي وجهت له بعد هذا الحوار لفت بسام: “الجميع كان يريد مني أن أظهر الندية بالنجومية تجاه زياد وأجعل الحوار استفزازي، إلا أني لست من هؤلاء الذين يقدمون هذا النوع من الحوارات”، وتابع: “لا يشعر الشعب السوري بالإهانة عندما أقول أن زياد نجم كبير وسوري أكثر من أي أحد، فزياد الإنسان ليس ماركس أو تشي غيفارا كما يراه البعض، بل هو ذلك الشخص الودود طيب القلب فقط، كما أن كل أمة تحترم نفسها تخرج مثل هذا الأنموذج الإنساني الذي في رصيده الكثير من الأعمال الموسيقية التي هي برأي محترمة جدا وراقية”، وأضاف كوسا “علاقتي به لا تزال مستمرة إلى الأن وتسودها المحبة والمودة”.
أما فيما يتعلق بمسلسل باب الحارة والعودة إليه في حال عرض عليه ذلك، أوضح بسام: “المسلسل لم يكن مقرر له أن يمتد إلى أكثر من جزئيين (الأول والثاني)، ولكن النجاح الكبير الذي حصده، جعله يتحول إلى مجرد تجارة ربحية تريد تحقيقها الشركة المنتجة للعمل والقناة المعروض عليها”، متابعاً “لم تعد لدي الرغبة في المشاركة بمثل هذه النوعية من المسلسلات، التي ينحصر هم منتجيها في حصد الأرباح دون النظر إلى ما يقدمه هذا العمل من قيمة فنية للجمهور”.
وعما إذا كان التمثيل حرمه من شيء في الحياة، أكد كوسا أن هذه المهنة حرمته من حريته ومن الأمان، “فهي مهنة إشكالية، وأسف إن قلت بقسوة بعد تجربة ما، أن أصعب شيء العمل في مهنة حضارية ضمن مجتمع متخلف”، وتابع: “أنا لم آتي إلى المهنة سياحة، وإنما لدي وجهة نظر أحاول قولها، كما كنت أميز دائماً الفرق الشاسع، بين أن تحبك الناس وبين أن تحترمك، والناس في مجتمعاتنا العربية تحب الفنون”.
وفي حديثه عن الأزمة السورية وما تمر به البلاد اليوم، أعتبر أن ما يحدث في سوريا هو أزمة مصالح دول وصراع أحلاف، “فليس هناك من يقدم يد العون لأي أحد دون أن يكون لديه مصلحة معه”، لافتاً أن ما سمي بالربيع العربي ليس له وجود، وما يحدث حاليا في مجتمعنا هو عبارة عن تكالب الدول الاستعمارية على الشعب السوري لنهب خيراته ويأتي كل ذلك خدمة لإسرائيل.
كما رفض كوسا تسميته كاتباً، على الرغم من أنه نشر عددا من القصص والروايات، مؤكداً أنه لا يعتبر نفسه كاتباً بالمعنى الحرفي للكلمة، وإنما مجرد هاوي يسلط الضوء على إيجابيات وسلبيات الحياة المعاصرة، ورأى أن مهمة الأدب ليست إيجاد حلول للأزمة وإنما الوقوف على أسبابها.
We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website. If you continue to use this site we will assume that you are happy with it.Ok