هوى الشام| تورق أشجار الزيتون في بلدة حيان بريف حلب بعد صمودها في وجه الإرهاب لتكتب في ذكرى تحريرها الأولى ملاحم البطولة التي خاضها الجيش العربي السوري وحقق النصر فيها ليرسم الفرحة على وجوه أهلها الذين عادوا لينثروا القمح في حقولهم بيد ويبنوا بالأخرى ما تخرب من منازلهم التي طال غيابهم عنها لسنوات.
كاميرا سانا رافقت الفلاحين إلى حقولهم التي ازدانت خضرة بسواعدهم مبشرة بموسم جديد وغلال وفيرة حيث أوضح الفلاح خالد أبو محمد أنه عاد لبلدته بعد عودة الأمن إليها واستقر في منزله وحرث أرضه وزرعها بالقمح والفول وقال “أدعو كل إنسان هجره الإرهاب الى العودة إلى بلدته وإعادة إعمارها من جديد” وهذا ما أكده الفلاح محمد جمعة البج الذي يزرع في أرضه القمح والشعير والبقوليات.
ملامح الحياة تظهر مع ضحكات التلاميذ في شوارع البلدة أثناء توجههم لمدارسهم والعودة لمقاعد الدراسة حيث قالت المعلمة ليلى سيدو “المدارس فتحت أبوابها من جديد بعد عودة الأمان للبلدة واستقرار الأهالي فيها وبدأ التلاميذ دراسة المنهاج المكثف وهم أشد حماسة وفرحاً” فيما أوضحت المعلمة سوزان حسن أنها تبذل جهوداً مضاعفة ضمن منهاج التعليم فئة (ب) لتعويض التلاميذ الفاقد العلمي خلال سنوات انقطاعهم عن الدراسة جراء الإرهاب وهناك استجابة كبيرة منهم لتلقي الدروس فيما أعرب عدد من التلاميذ عن فرحتهم بالعودة إلى مقاعد الدراسة من جديد.
وفي أحد أحياء البلدة تتسارع حركة البناء والتعمير لتجهيز أحد المنازل الذي خربه الإرهاب حيث يقول محمود عكل البج صاحب المنزل “شعرت بالحزن بعد عودتي لبلدتي التي غبت عنها 9 سنوات لأجد بيتي مهدماً لكني عملت على إعادة ترميمه وبنائه معلناً بذلك انتصاري على غزاة العصر الذين هدموا الحجر وقطعوا الشجر” معرباً عن أمله بعودة جميع أهالي البلدة لمنازلهم والعمل بالزراعة فيما أوضح العامل علي عروق أنه يسهم بإعادة إعمار منازل الأهالي التي دمرها الإرهاب حتى تعود حركة الحياة كما كانت إلى البلدة.
وضمن حقل لأشجار الزيتون انتشر عدد من المزارعين لتقليم وتشذيب الأغصان حيث قال حسن محمد سليمان “إنه عاد لأرضه بعد تحريرها وبدأ بحراثتها وتقليم أشجار الزيتون لتنتج موسماً وفيراً” وهو ما أكده العامل حميد عثمان من أهالي منطقة عفرين الذي تهجر عن بلدته جراء الإرهاب مشيراً إلى حبه الشديد للأشجار وإلى أنه يساعد الأهالي في العناية بأشجارهم.
رئيس مجلس بلدة حيان حامد بج بين أنه منذ تحرير البلدة تم العمل لرفع سوية الخدمات تمهيداً لعودة الأهالي حيث تم تنفيذ 3 مشاريع لتزفيت الشوارع منها الشارع المؤدي للمنطقة الصناعية بكلفة 23 مليون ليرة وصيانة وتعبيد مدخل البلدة بكلفة 22 مليون ليرة وصيانة وتزفيت خط السرفيس بطول 1400 متر وكلفة 35 مليون ليرة كما تمت إزالة السواتر الترابية وترحيل الأنقاض بالتشارك مع المجتمع المحلي وفتح الطرقات المؤدية للأراضي الزراعية.
وذكر أن العمل مستمر لتزفيت وصيانة الشوارع وتأهيل مبنى البلدية الذي بلغت نسبة إنجازه نحو 90 بالمئة وهناك مشاريع جديدة تم إنهاء دراستها وسيتم تنفيذها وتضم فتح 6 شوارع تنظيمية وتخديمية مبينا أن عدد الأسر التي عادت للبلدة يبلغ 318 بمعدل 3 آلاف نسمة والعودة مستمرة كما تم توزيع 300 حصة من بذار القمح بمعدل 200 كيلوغرام من القمح لكل أسرة مجاناً حيث تمت زراعة أكثر من 300 هكتار من الأراضي الزراعية بالقمح المروي ويتم العمل على إعادة تشغيل بئر مياه الشرب لتوفير المياه للأهالي.
المصدر :سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))