هوى الشام| عادت فضائح تورط الحكومة الهولندية بدعم الإرهاب في سورية إلى الواجهة مجدداً مع تقارير جديدة تكشف مدى دعمها لتنظيم “الخوذ البيضاء” الإرهابي ومحاولات التستر عليه والاستمرار بتمويله بشتى الوسائل بهدف تنفيذ مؤامرات عدوانية رسمتها قوى الغرب الاستعمارية ضد سورية.
تقارير أوردتها وسائل إعلامية عدة في هولندا ونشرها موقع “غراي زون” الأمريكي تكشف أن الحكومة الهولندية وحكومات غربية أخرى متآمرة معها كانت على دراية كاملة بعمليات اختلاس وتلاعب مالي تقوم به مؤسسة “ميداي ريسكيو” الهولندية التي تقف بشكل مباشر ورئيسي وراء عمليات تمويل ودعم تنظيم “الخوذ البيضاء” الإرهابي في سورية لكنها أخفت هذه الحقيقة وواصلت التستر عليها ومنحها ملايين الدولارات بهدف الاستمرار في مخطط العدوان على سورية وإطالة الأزمة فيها عبر هذه الأذرع الإرهابية.
الهدف الرئيسي لدى المسؤولين في الحكومة الهولندية ورئيسها مارك روته على وجه الخصوص كان وفق موقع “غراي زون” مواصلة دعم وتمويل إرهابيي تنظيم “الخوذ البيضاء” المرتبط بشكل وثيق بتنظيمي “داعش” والقاعدة الإرهابيين والمسؤول عن فبركة مسرحيات الهجمات الكيميائية في سورية حتى لو تطلب الأمر توفير غطاء يستر فساد مؤسسة “ميداي ريسيكو” التي تحصل على مئات آلاف الدولارات من أموال الهولنديين لتنفقها على دعم الإرهابيين وجرائمهم في سورية.
الموقع بين أن المسؤولين الهولنديين كانوا يخشون من أن تؤثر فضيحة فساد مؤسسة “ميداي ريسكيو” على مخطط العدوان على سورية وكشف حقيقة إرهابيي “الخوذ البيضاء” ونسف الصورة المزيفة والمضللة التي حاكتها الاستخبارات البريطانية والغربية عنهم على مدى سنوات عدة.
وبحسب المعلومات فإن مؤسسة “ميداي ريسكيو” حصلت على أكثر من 127 مليون دولار من دول غربية عدة بما فيها هولندا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا لتمويل جرائم إرهابيي “الخوذ البيضاء” بالتوازي مع حملة إعلامية ضخمة لتضليل الرأي العام الغربي وإضفاء صفة الإنسانية المزعومة عليها.
العديد من الوثائق والتقارير تؤكد الارتباط العضوي بين تنظيم “الخوذ البيضاء” والتنظيمات الإرهابية ودعمه لها وخصوصا “جبهة النصرة” من خلال فبركة مسرحيات استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين كما حدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق عدة مرات وفي مناطق بحلب واتهام الجيش العربي السوري بذلك.
الصحفية والباحثة البريطانية فانيسا بيلي وثقت في دراسات عدة ارتباط “الخوذ البيضاء” بالمجموعات الإرهابية في سورية وبتمويل بريطاني وأكدت أن هذا التنظيم هو أداة دعائية تدعم الأطماع والمخططات الاستعمارية للدول الغربية ويؤيد جرائم الإرهابيين في سورية مستشهدة بما سجلته من حقائق ووقائع حول التعاون الوثيق بين “الخوذ البيضاء” وتنظيمات إرهابية متطرفة أخرى مثل “جبهة النصرة” و”حركة نور الدين الزنكي” وغيرهما.
وبالعودة إلى تستر الحكومة الهولندية على مؤسسة “ميداي ريسكيو” وتورطها بدعم إرهابيي “الخوذ البيضاء” في سورية يبين موقع “غراي زون” أن هذه الفضيحة تؤكد أن قوى الاستعمار الغربية مستعدة لفعل أي شيء والتغاضي عن كثير من الحقائق مقابل تحقيق مؤامراتها باستهداف سورية وشعبها كما تكشف حماية هذه القوى للمستثمرين في الإرهاب وأمراء الحروب طالما أنهم يعملون لمصلحتها.
الموقع أشار إلى الأرباح الهائلة التي حققتها مؤسسات مثل “ميداي ريسكيو” وغيرها من المتعاقدين الغربيين الذي استثمروا بالإرهاب في سورية وأمضوا سنوات يعدون المؤامرات والخطط ضدها مسخرين أدوات إرهابية عدة بما فيها “الخوذ البيضاء” أو غيرها من التنظيمات المسلحة للتربح على حساب دماء السوريين.
فضيحة التستر على مؤسسة “ميداي ريسكيو” تضاف إلى سجل الحكومة الهولندية الأسود ورئيسها روته بدعم الإرهاب في سورية وتدخلها المتكرر للتستر أو إلغاء نتائج تحقيقات تثبت دعمها الإرهابيين كما حدث أواخر العام الماضي عندما اضطر روته شخصيا إلى الاعتراف بعرقلته تحقيقات لجنة تقصي حقائق تشكلت في البرلمان الهولندي بعد نشر وسائل إعلام هولندية ملفات تكشف تورط حكومته بدعم الإرهابيين في سورية على مدى عدة سنوات وتزويدها لهم بمعدات تكنولوجية خاصة بالاتصالات وبعتاد عسكري لوجستي ومئات الشاحنات والآليات المختلفة.
الدعم الهولندي للمجموعات الإرهابية المسلحة تواصل على مدى سنوات الحرب على سورية رغم تعهدات حكومة أمستردام أمام برلمانها بأن التنظيمات التي وصفتها بـ “المعتدلة” هي فقط من تحصل على الدعم في تماه منها مع النفاق الذي اتبعته الولايات المتحدة الأمريكية التي لطالما ادعت أنها تقدم الدعم والتدريب لمن وصفتهم بـ “المعارضة المعتدلة” لتتلاحق التقارير التي تفند ذلك وتؤكد أن “معتدلي” واشنطن ما هم إلا إرهابيون انضموا لصفوف تنظيمات إرهابية من بينها القاعدة و”داعش”.
موقع “غراي زون” أشار إلى أن مؤسسة “ميداي ريسكيو” ليست المجموعة الوحيدة التي تستخدمها قوى العدوان لتنفيذ مؤامرتها ضد سورية فهناك غيرها الكثير مثل ما تسمى “منظمة العدالة الدولية والمحاسبة” التي حصلت على 50 مليون دولار من واشنطن وحلفائها في أوروبا لشن حرب إرهابية ضد سورية ارتبطت هي الأخرى كما “الخوذ البيضاء” بتنظيمات إرهابية مثل “داعش” و”القاعدة”.
الموقع أوضح أن التحقيقات أكدت أيضا تورط ما تسمى “منظمة العدالة الدولية والمحاسبة” بعمليات فساد واختلاس مالي لكن الدول الغربية تغاضت عن ذلك وأخفت نتائج التحقيقات بهدف إكمال دور هذه المنظمة في الحرب على سورية حيث كان من أحد أدوارها حياكة الأكاذيب الإعلامية وتشويه سمعة من ينتقد العدوان الغربي على سورية.
المصدر:سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))