هوى الشام
تعيش المنطقة حالة من التوتر الشديد الذي ينذر بحرب شاملة تقود إلى كارثة لايمكن التنبؤ بتداعياتها اقليمياً وعالمياً، فالدول الغربية التي فقدت أدواتها على الأرض السورية تدخلت بشكل مباشر لتعويض خسائرها والحفاظ على تأثيرها في إطالة أمد الحرب طالما هي تستنزف الدولة السورية ومحور المقاومة، وتشغلهم عن التفرغ لجوهر الصراع في المنطقة.
المشهد الميداني يثبت أن الخط البياني لانتصار الدولة السورية واستعادتها عافيتها يسير صعوداً وبخطى متسارعة، بالرغم من كل التعقيدات والعقبات التي حاولت الدول الغربية الداعمة للمجموعات الإرهابية، وضعها لعرقلة مسار الانتصار.. ليس أولها اتهامات وفبركات الكيميائي والدخول الإسرائيلي المباشر لدعم الإرهابيين في أكثر من معركة مفصلية، عبر اعتداءات وغارات ودعم لوجستي، ولن يكون آخرها العدوان الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني على بلدنا.
لكن خطا الانتصارات لم تتوقف، بل تسارعت وتيرتها وفي كثير من الأحيان فاجأت العدو والصديق، فمشاهد إخراج الإرهابيين الذين كان الراعي الغربي والإقليمي يعوّل عليهم في الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي وفي الغوطة الغربية بعد معارك قصيرة نسبياً، لا تسرّ ساكن البيت الأبيض ولا صبي الإليزيه الذي لم يتعلم بعد كيف تكون قيادة الدول.
من هنا كان المطوب امريكياً واسرائيلياً توسيع دائرة التوتير ودائرة الاشتباك، فلم تعد الجغرافيا السورية تتحمل حجم الصراع الدولي، فكانت قضية سكريبال ضد روسيا، حيث حشدت فيها الدول الغربية كل قواها السياسية ضد موسكو وإعادة طرح الملف النووي الإيراني للتداول من جديد. وتم تحضير الأدوات في البيت الأبيض من تغييرات في القيادة واستدعي الرئيس الفرنسي على عجل وتقرر الهجوم على محورين محور العدوان الميداني ضد سورية ومحور الملف النووي الإيراني.
اللافت أن كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي غالباً ما يُطلب اليه البقاء خلف الستار، تقدم المسرح اليوم وكشف عن هدف وجوهر القصة، فبدأ يلفق الأكاذيب ضد ايران فيما يخص ملفها النووي والصاروخي، واستعاد نتنياهو الى الذاكرة روايات وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول حول العراق، الأمر الذي يستدعي السؤال ماذا تحضر تلك الدول؟ والتساؤل لماذا طلب ترامب من دول الخليج الغنية دفع ثمن حمايتها؟ وممن؟ هل الوجود الإيراني طارئ في منطقة الخليج؟ حالة سباق بين محور مكافحة الإرهاب الذي يحقق مكاسب ميدانية وسياسية كبيرة، وبين تحالف العدوان والإرهاب تجلت بضجيج أمريكي غربي وتلويح اسرائيلي، اسئلة الحرب مشروعة والغوص فيها مقلق في عالم يقود فيه أكبر قوة عسكرية رجل متهور لايفهم من السياسة سوى الأموال التي يمكن أن تجنيها خزائنه من بيوت المال الخليجية السخية في تمويل الحروب!! فهل نشهد حرب الأصلاء مع انكسار الأدوات؟
صحيفة الثورة