هوى الشام| تتوالى هزائم الولايات المتحدة الأمريكية في الحروب التي شنتها وتشنها في منطقة الشرق الأوسط محملة أعباء إخفاقاتها لحلف شمال الأطلسي “الناتو” الذي يدفع جزءاً لا بأس به من فاتورة تلك الحروب الفاشلة.
فبعد فشلها الذريع في حرب العراق وتكبدها خسائر بلغت أكثر من أربعة آلاف جندي ونحو تريليون دولار لحرب أكد 67 بالمئة من الأمريكيين أنها لم تستحق العناء وفق استطلاع أجرته شبكة “سي بي إس” الأمريكية، ها هي اليوم وبعد عشرين عاماً من أطول حرب لها تنسحب من أفغانستان دون شروط الأمر الذي سيفعله شركاؤها في الناتو أيضاً وذلك بعد إنفاقها أكثر من 38 مليار دولار في تسليح الجيش الأفغاني وتزويده بالمعدات والتدريب اللازمين.
الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الذي أرسل الجيش الأمريكي إلى أفغانستان في 2001 وصف ما اعتبره انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي منها بأنه “خطأ ستكون عواقبه وخيمة” بينما رأت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها أن ما حدث يعكس فشلاً ذريعاً للولايات المتحدة هناك.
الشركاء في حلف الناتو وفي دفع “فواتير الهزائم” أكدوا بدورهم ذلك الإخفاق الأمر الذي عبر عنه أرمين لاشيت رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حيث قال: “انسحاب القوات الغربية من أفغانستان هو أكبر إخفاق للحلف الأطلسي منذ تأسيسه ونحن أمام تحول تاريخي” مشدداً على ضرورة أن تجري ألمانيا تقييماً صريحاً للأخطاء مع شركائها في الحلف الأطلسي وفقاً لوكالة فرانس برس.
وفي وقت تحاول أمريكا إبعاد ما لازمها من فشل من خلال ترويج معلومات تفيد بأن استيلاء طالبان على السلطة جاء نتيجة اتفاقيات أكد زامير كابولوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان “أن استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان لم يكن نتيجة اتفاقات معينة بل نتيجة فشل واشنطن في هذه الدولة” معتبراً أن من يروج لمثل هذه الأفكار يحاول بطريقة ما تبرير فشل الأمريكيين في أفغانستان وتصوير ما جرى بأنه كان مخططاً بشكل مسبق وذلك وفقاً لوكالة نوفوستي.
وبينما تضع أطول حرب أمريكية فاشلة أوزارها في أفغانستان يبقى هناك الكثير من الأسئلة حول مبررات انسحاب واشنطن بهذا الشكل ما دامت لم تحقق أهدافها التي أعلنتها في عام 2001.
المصدر: سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))