هوى الشام| دعا رئيس مجلس الشعب حموده صباغ الاتحادات والهيئات البرلمانية الإقليمية والدولية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة لاتخاذ دورها الفعال بممارسة الضغط على الدول الغربية التي تفرض إجراءات اقتصادية ظالمة على الشعب السوري لرفعها فوراً، والتحرك العاجل لكسر الحصار الجائر عنه، ومد يد العون له لتجاوز آثار كارثة الزلزال.
وقال صباغ في كلمة خلال بدء أعمال المؤتمر الـ 34 للاتحاد البرلماني العربي في العاصمة العراقية بغداد: “نلتقي هنا اليوم، في اجتماع مع الأشقاء الأعزاء في الاتحاد البرلماني العربي، ونتمنى أن يكون اجتماعنا هذا مفصلاً رئيساً في تعزيز وترسيخ مسيرة التعاون والتضامن العربي لجهة تفعيل العمل العربي، ومنطلقاً لتعميق روابط الأخوة العربية والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الأخطار والتحديات التي تواجه أمتنا العربية الواحدة”.
وأضاف صباغ: “إن بلادنا العربية على مر التاريخ تمتاز عن سواها بأن أهلها شعوب خلاقة ومبدعة في المجالات كافة، وتمتلك ما يكفي من المقومات والإمكانات المادية والبشرية لضمان مستقبل أفضل لشعوبها التي يتحتم علينا أن نسعى إلى تحقيق تطلعاتها وأهدافها وفق رؤية شاملة تقيّم الواقع الحقيقي وتنطلق نحو المستقبل لمواجهة الصعوبات والتحديات المشتركة بثقة أكبر وقوة أكثر”.
وأكد صباغ ضرورة استمرار تنسيق العلاقات البرلمانية العربية وتوطيدها والبناء عليها للتصدي معاً لقوى الهيمنة والاحتلال والإرهاب مضيفاً: “نحن شعب أثبت أنه قادر على خوض الامتحانات الصعبة، فلغتنا واحدة وتاريخنا واحد وعدونا واحد ومعركتنا واحدة ومصيرنا واحد”.
وتابع صباغ: “إن مؤتمرنا الـ 34 الذي ينعقد اليوم على أرض العراق الشقيق هو تأكيد واضح وترسيخ جلي لهذه الرغبة، وهذا هو التوجه الذي نؤيده جميعاً ولا سيما أنه ينعقد تحت شعار الدعم العربي لتعزيز استقرار العراق وسيادته، وانطلاقاً من هذا الشعار نؤكد للأشقاء في العراق أن سورية كانت وستبقى معكم على الدوام فسلامتكم من سلامتنا ونجاحكم من نجاحنا وأخوتنا متينة صلبة مهما زادت الملمات واشتدت التحديات”.
وأعرب صباغ عن شكر سورية لكل الإخوة والأشقاء العرب والأصدقاء الذين عبروا خلال الأيام القليلة الماضية عن عميق شعورهم بالانتماء الحقيقي للعروبة الحقة وبالأخوة المتجذرة من خلال اتخاذ مواقف مشرفة سواء بالمساعدات أو فرق الإنقاذ أو عبر الاتصالات الهاتفية والرسائل والبرقيات أو الحضور إلى سورية ليعبروا عن مساندتهم ومواساتهم وتعازيهم الصادقة للشعب السوري جراء الزلزال المدمر الذي ضرب عدداً من المحافظات وأدى إلى حدوث كارثة إنسانية كبيرة وخلف وراءه آلاف الضحايا والمصابين وخسائر مادية هائلة.
وأشار رئيس مجلس الشعب إلى أن ما عمّق مأساة الشعب السوري وأدى إلى نقص في المعدات والتجهيزات اللازمة لعمليات الإغاثة والإنقاذ والتصدي لآثار الزلزال هي الإجراءات الاقتصادية القسرية التي فرضتها الدول الغربية على الشعب السوري زوراً وعدواناً حيث شملت جميع مناحي حياة المواطن السوري اقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً وصحياً بما فيها متطلبات مواجهة الأوبئة والأمراض التي اجتاحت سورية كغيرها من دول العالم مثل جائحة كورونا ووباء الكوليرا، مبيناً أن هذه الإجراءات القسرية منعت عن الشعب السوري أدنى مقومات العيش الكريم في تحدٍ صريح لميثاق ومبادئ الامم المتحدة وفي انتهاك صارخ لكل الأعراف الدولية وحقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني.
وأوضح صباغ أنه في الوقت الذي كانت فيه سورية تلملم جراحها وتتلقى التعازي والتعاطف والدعم الإنساني العربي والدولي في مواجهة المأساة الإنسانية التي تعرضت لها شن كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم عدواناً جوياً فجر الأحد الماضي روّع المدنيين الآمنين ضمن الأحياء السكنية في قلب العاصمة دمشق، وأدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى وتدمير عدد من المنازل وإلحاق أضرار مادية بالغة بالبنى التحتية والمنشآت التعليمية والأثرية.
وقال صباغ: إن مجلس الشعب يدعو من خلالكم جميع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة وجميع الاتحادات والهيئات البرلمانية الإقليمية والدولية والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة ومقاصده وشرعة حقوق الانسان وما نصت عليه مواد القانون الدولي الإنساني وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وممارسة كل أشكال الضغوط على حكومات الدول التي تقوم وتسهم بفرض الحصار والإجراءات الأحادية الظالمة على الشعب السوري ودعوتها لرفعها فوراً.
ودعا صباغ إلى دعم الجهود التي تقوم بها سورية للحد من تداعيات هذه الكارثة والتحرك الفوري والعاجل والفعّال لمد يد العون والمساعدة وكسر الحصار المفروض على الشعب السوري لتجاوز آثار هذه المأساة الإنسانية وبالسرعة القصوى.
وأكد أن ما مرت به سورية على مدى السنوات الماضية من حروب وحصار وإجراءات قسرية ظالمة لن تثنيها عن مواقفها وثوابتها المبدئية في استعادة حقوقها المغتصبة، وفي مقدمتها عودة الجولان العربي السوري المحتل مشدداً على أن فلسطين المحتلة ستبقى قضيتنا المركزية حتى تحرير ترابها بالكامل وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتقدّم صباغ في ختام كلمته بالشكر لرئيس مجلس النواب العراقي وللشعب العراقي الشقيق على حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم متمنياً للعراق ولكل الدول العربية المزيد من الرفاه والتقدم والازدهار والاستقرار، كما أعرب عن الشكر والتقدير أيضاً لرئاسة الاتحاد البرلماني العربي السابقة ممثلة برئاسة مجلس النواب في مملكة البحرين على جهودهم المبذولة خلال فترة الولاية السابقة وقال: “أتمنى أن يوفقنا الله للعمل دائماً لما فيه خير ومصلحة شعوبنا ومجالسنا وبلداننا العربية الشقيقة على أمل اللقاء القريب بكم جميعاً في دمشق سياج العروبة وحاضنة العمل العربي المشترك”.
المصدر: سانا
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))