هوى الشام| وصف الفنان “عباس النوري” ما يجري نتيجة الزلزال في سوريا بالكارثة، وقال إنه أقل تعبير يصف من خلاله الوضع الذي اعتبر أنه أكبر من المتوقع، للسوري الممتلئ بكل المحن والكوارث على مدى 10 سنوات فائتة.
وأضاف “النوري” في لقاء مع قناة “الميادين” أن ما يجري تحدٍ جديد وكبير في وجه السوري وإرادته الحرة التي يمتلكها.
مشيداً بالقدرة التي يتمتع بها السوريون الذين صمدوا أمام العشرات من الحروب الطاحنة، سواء الحربية أو الاقتصادية. والاجتماعية وغيرها، ورأى أن الزلزال أصاب النفوس أيضاً، وضحاياه وجب اعتبارهم شهداء كشهداء الدم.
وتابع “النوري” أن تاريخ “سوريا” يشهد لها، وقوفها مع الجميع، ودائماً ماكانت سباقة وحاضرة بكل القضايا العربية، فالسوري معجون بالجميع وهو يدفع الثمن دائماً. منوهاً أن البلاد تستغيث رغم قباحة تلك الكلمة لما فيها من ضعف.
وحول المساعدات التي يتم تقديمها للشعب السوري، أبدى “النوري” أن تبقى في إطارها الإنساني، وألا تدخل ضمن الإطار السياسي.
وتبقى كوقفات شعوب إلى جانب بعضها. فلا يهمه أن ترضى دولة عن أخرى، بل بقاء الحالة الإنسانية على الأرض. وأي تفسير لاحتواء سياسي هو استثمار لدم الضحايا في ظل هذه الظروف.
عادت الغريزة الإنسانية لنقائها
فأوضح “النوري” أن السبب في اندفاع الشعوب لمساعدة الشعب السوري، هو حالة طبيعية وصادقة، فالإنسانية هي غريزة موجودة. وخلال تلك المحنة عادت إلى نقائها وصفاوتها، ولربما توحد الاختلافات وتُبعد عن القبلية التي تتسم بها السياسات العربية بالمجمل.
وتمنى أن يكون ماحصل، بوابة لمصالحة وطنية كبيرة، ووضع الخلافات جانباً، والوصول إلى مرحلة الاصطفاف معاً في كل حالات الاختلاف والتناقضات.
فكل الدول التي تعرضت لمحن كبيرة حسب رأي “النوري” خرجت منها نتيجة قرار ثقافي يتعلق بالاتفاق، وتحدث عن “اليابان” كمثال. كونها تعرضت لمجازر إلا أنها رأت بالصلح قوة وسلام، ولا يمكن لدولة أن تجاريها على أي مستوى معرفي، اقتصادي، أو اجتماعي.
الأشخاص المؤثرين لا حاجة لتوصيفهم:
أجاب “النوري” عن دور النخب والمؤثرين، بأنه لا يمكن توصيفهم فهم موجودون في الحالة الطبيعية وفي تناقضات معينة. فالمثقف كمثال لديه دائماً آراءه التي يحب تصديرها ويخوض معاركه لأجلها.
والوضع الآن يتطلب حسب وجهة نظر “النوري” أن يفتح من خلاله الباب أمام النخب لتأخذ دورها، دون مصادرة لرأيها وأن تتمتع بحصانة.
ونوه “النوري” إلى نقطة مهمة لفتت نظره أثناء اطلاعه على ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تقوم بنشر أدعية دينية تتعلق بالزلازل والمحن، وما تحويه من استغباء للعقل ومصادرة للتفكير الحر.
فلا يجوز برأيه اختصار أي دين، والذي يصل بالإنسان لأعلى درجة من الروحانية والعلم، بأدعية مثلاً، واختصاره بتلك الطريقة. هو إدانة للدين بحد ذاته، إلا أنه خطاب وموجود والبعض يتبناه.
التبرعات لايجب أن تدخل مجال الإعلان:
بتلك العبارة لخص “النوري” وضع التبرعات التي تم نشرها من قبل الفنانين، مضيفاً سواء أكانت المبادرات من هيئات أو نقابات، لا يجب الإعلان عنها حتى لا تدخل في إطار المزاودات.
وأن مبادرة نقابة الفنانين تُحسب لها، وكانت كوعاء استوعب تلك التبرعات، فالإشهار بها لا يمكن أن يحفز الآخرين، فهو عمل إنساني بحت. فمازلنا بالكارثة وليس صحيح أن يتم الحديث عن المبادرات الشخصية.
يذكر أن “النوري” لطالما اشتهر بآرائه الصريحة والواضحة، والتي تُعنى بدعم الإنسان وتعزيز دور الثقافة، كعامل ضروري وأساسي في تنمية الشعوب والمجتمعات.
المصدر:مواقع
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))