هوى الشام| مع تقدم الإنسان في العمر، تتراكم الأنسجة تعرف بالخلايا الشائخة، التي لم تعد تمتلك القدرة على الانقسام وبدلا من ذلك تتسارع عملية الشيخوخة فيها.
ومن خلال فحص مسألة “القرص المنفتق”، التي يشعر فيها المصاب بآلام بالظهر، وجد العلماء أن أدوية الشيخوخة التي تزيل هذه الخلايا المدمرة، يمكن أن تمنع التدهور الذي يدب في الجسم مع تقدمه في سن الشيخوخة.
وبحسب موقع “newatlas”، فإن هذا الأمر يفتح المجال أمام علاج جديد خال من المواد الأفيونية التي تدفع نحو الإدمان، وقادر في الوقت ذاته على معالجة آلام الظهر لدى البشر.
ومنذ ظهورها عام 2015، أظهرت أدوية الشيخوخة التي تستهدف الخلايا الشائخة، نتائج واعدة في الجهود البحثية لمكافحة الشيخوخة.
وقد تمكن الجيل الجديد من هذه الأدوية من زيادة عمر الفئران، لكن قدرتها الأكبر تكمن في زيادة المدة التي نقضيها بصحة جيدة.
إن المشكلات التي تصيب الظهر بالتزامن مع الشيخوخة، وتتناقض مع فكرة وجود صحة جيدة لفترة طويلة، لكن صار بوسع العلماء كسر هذه المعادلة عبر إجراء مزيد من التجارب.
وترتبط مشكلة آلام الظهر المزمنة مع تدهور الأقراص في العمود الفقري (القرص المنفتق) التي تحدث غالبا في أسفل الظهر، مع أنها قد تحدث في الرقبة أيضا.
وكان العلاج التقليدي لهذه الحالة يقوم على الجراحة أو حقن “الستيرويد”، لكن المشكلة في هذه العلاجات أنها ليست مناسبة للجميع، وأحيانا تكون ذات فعالية محدودة.
كما أن مسكنات الألم تقوم على المواد الأفيونية، وهي قوية وفعالة، لكنها تنطوي على خطر الإدمان.
والمشكلة في الخلايا الشائخة أنها تلحق الكثر من الضرر بالأنسجة المجاورة، عبر إفراز الأنزيمات الضارة، وتحاول أدوية مكافحة الشيخوخة خلق مساحة صحية جديدة لكي تنمو فيها خلايا جديدة، مع تحسين وظيفتها.
يقول مؤلف الدراسة الجديدة ، وهو الأستاذ في جامعة جامعة توماس جيفرسون الأميركية، ماكاراند ريسبود: “لمجرد أن الأدوية تعمل في نسيج واحد، هذا لا يعني أنها ستعمل أيضًا في نسيج آخر، فكل نسيج مختلف”.
وأجرى فريق الدراسة تجارب الفئران الصغيرة والمتوسطة وكبار السن، تمثل في منحها خليطا أسبوعًا من الأدوية المكافحة للشيخوخة المكونة من عقاري “داساتينيب” و”كيرسيتين”.
كان للعلاج تأثير بالفعل، ولكن ليس بالطريقة التي توقعها العلماء.
وتوقع الباحثون في البداية أن الأدوية سيكون لها التأثير الأكثر عمقا على الحيوانات الأكبر سنا، لكونها تحتوي على الخلايا الشائخة ، لكن المفاجئة كانت في أن الحيوانات الأصغر سنا هي التي استفادت أكثر.
وأظهرت النتائج أن الفئرات الصغيرة السن أو تلك التي في منتصف العمر، كانت خلاياها الشائخة أقل من غيرها التي كانت في المجموعة الضابطة التي أعطيت علاجا وهميا.
وقال ريسبود: “كان العلاج أكثر فاعلية عندما بدأنا علاج الفئران عندما كانت تلك الخلايا الشائخة قد بدأت للتو في الظهور. تظهر النتائج التي توصلنا إليها أنه إذا تم إعطاء الأدوية الحالة للشيخوخة في وقت مبكر ، يمكن في الواقع إبطاء تنكس القرص. وهذا نهج وقائي جديد “.
المصدر: سكاي نيوز
(( تابعنا على الفيسبوك – تابعنا على تلغرام – تابعنا على انستغرام – تابعنا على تويتر ))