هوى الشام
يبحث السوريون اليوم عن افكار ابداعية تتماشى وازمتهم الاقتصادية نتيجة غلاء المعيشة وتراجع القدرة الشرائية للقيام بنذورهم بتقديم الاضاحي في عيد الاضحى المبارك.
وغالباً ما تكون هذه الافكار بعيدة عن اجتهادات وفتاوى رجال الدين الذين في غالبيتهم لا يفرقون بين العقل والنقل وبين النذر والمقدرة المادية فبعضهم لجأ الى التشارك في اضحية العيد ومنهم من وزع مبالغ مالية على الفقراء ومنهم من تبرع بثيابه القديمة ومنهم من يقدم مواد مدرسية لابناء الشهداء لتبقى الاضحية مخصصة لأصحاب المجتمع المخملي وميسوري الحال القادرين على دفع أكثر من 150 الف ليرة سورية.
فالاضحية اصبحت أمنية وحلم صعب المنال بالنسبة للشرفاء من اصحاب الدخل المحدود الذين انتظروا العيدية وصدموا بتصريح رئيس مجلس الوزراء الاخير لاحدى الصحف المحلية حول زيادة الرواتب ويرددون بصمت ساخر “كل شيء ارتفع سعره في سورية خلال الازمة إلا الانسان والرواتب المشفاة من قدرتها على دفع ثمن اي دسم او حتى تعضيمة”.
ارتفاع اسعار اللحوم في سورية حرم غالبية السوريين من تطبيق الشعيرة الدينية ممن اعتادوا على ذبح أضحية العيد وتوزيعها على المحتاجين وهذه الاسعار زاد من حدتها تهريب القطيع السوري الى دول الجوار وحرمان خزينة الدولة من عوائدها.
واعتادت محلات القصابة في أحياء دمشق قبل الازمة ان تشهد الاف الذبائح أول ايام العيد وتوزع لحومها على العائلات الفقيرة والجمعيات الخيرية لكنها اليوم بعد 8 سنوات من الازمة محلات على عدد اصابع اليد تذبح عشرات الاضاحي ويهمل الفقراء من التوزيع كون صاحب الاضحية محاط بعشرات العائلات التي هجرت وفقدت أملاكها ويرى انها مناسبة لاطعام العائلة بعد أن فقدت الموائد العائلية العامرة في سورية وتحولت الى افطار فول ومسبحة وكم قرص فلافل للزينة.
ويأتي عيد الاضحى هذا العام والشعب السوري يعاني الأمرين لتسكيج وضعه المادي وخاصة ان العيد صادف في الربع الاخير من شهر آب ولم يتم صرف الرواتب وما يتضمنه هذا الشهر من مصاريف المونة والتحضير للموسم الدراسي لترى “التفقيسات” على مواقع التواصل الاجتماعي لإبدال الضحية بالمحبة ونشر البوستات بدل من صنع الحلويات وان الازمة حولت الشعب السوري الى ضحية والى من ينتظر الزيادة على الراتب ليفرح بالعيد.
كل عام وانتم على أمل تحسين الوضع المعيشي
المصدر : موقع تحقيقات