دمشق – هوى الشام من مها الأطرش
من أمام شاشة التلفاز في عشره الثاني لشهر رمضان الكريم تبقى الدراما السورية في مقدمة المسلسلات العربية المعروضة على الفضائيات العربية فلاتزال تحظى باعلى نسبة مشاهدة لكونها تحقق الجودة الدرامية المطلوبة لدى المشاهد السوري اولا والعربي لاحقا، ولم يزد ادخال واقع الازمة والحرب في سوريا الاعمال المعروضة الا قيمة مضافة لزيادة متابعتها واستقطاب الجمهور الواسع الذي لا يزال يرى في هذه الاعمال الذروة الفنية والفكرية لما تقدمه من قصص انسانية واقعية مشغولة معالجة بقوالب درامية اكثر حرفية ومهارة من غيرها ناهيك عن اداء الممثلين السوريين الذين يجسدون ادوارهم بكل اتقان وتميز.
لكن يختلف عنصر الازمة والاحداث بين عمل واخر فهناك من يسقط يومياته بشكل مباشر يخلو الحياد ممزوج بمشاعر الالم والخسارة التي تورثها الحرب لاهل هذه الحقبة كالفساد الذي يعكسه مسلسل #أحمر وتفشيه الى جيوب القضاة وغيرهم لصالح تجار الدم والمخدرات فيما يبرز دور التسليح والتحريض في #بلاغمد وابراز قوة المال وقدرتها في تعزيز الاقتتال وترسيخ الازمة في بلد اثقله التآمر والانتهاز وكذلك القول في مسلسل #مذنبون_أبرياء.
ولم يخف عن هذه الاعمال الوجه الكوميدي الساخر في عرض معضلات معيشية تمس حياة المواطن السوري جراء أزمة الحرب والضمير التي يعياشها في وطن نراه ببقعة ضوء تقريب للمشاهد بابعاده المعنوية والمادية عبر لوحات تبعث للضحك الممزوج بالالم القاتم.
لكن يبقى #الندم العمل الاقرب لمعظمنا ممن عايشوا الحرب من النوافذ ورأوها بالشوارع ولامسوها بانعكاساتها النفسية الآثرة الاقرب بسردها الانساني البحت والمفارقات المفروضة بحكم المتغيرات والطوارئ والتي تولد ازمة تضاف على حصاد الوجع والقهر الذي يغزو الانسان السوري، ولعل بذلك تكون الحرب وماتبعها من ازمة تتأرخ في درامتنا السورية لتصبح بعد غد وثيقة يستحسن العودة اليها للاستخلاص والعبر فكما قرأنا وتثقفنا بادب الجاهلية والمهجر ، ومررنا بروايات الحرب العالمية والنكبة والنكسة والعراق وبيروت لعل الحرب على سوريا تصبح حروفا تسترجعها الذاكرة فقط لاجل الفكر المترجم بالصورة والنص.