محاضرة للأب إلياس زحلاوي

خاص هوى الشام من نبوع محمد أسعد| افتتحت المحاضرة بكلمات الترحيب والسعادة والفرح بالمفكر والأديب الأب إلياس زحلاوي الذي جسد حياته من أجل الوطن وقدم له العديد من الكتب والمؤلفات الفكرية والسياسية والاجتماعية وهو الذي كان شاهد عيان على كل ما جرى في هذا الوطن، وكيف حيكت ضده المؤامرات ليزرعوا الفتن  والخلافات الدينية بين افراد شعبه كما كان شاهد عيان على حادثة الصوفانية  وتطرق الدكتور غسان غنيم الذي قدمه للجمهور الحاضر على كافة شرائحه . لذكر بعضا من مؤلفاته التي كرسها لرفعة الوطن وهو الذي اهتم بالقضية الفلسطينية فقام بالتواصل مع البابا يوحنا بولص الثاني من أجل قضية فلسطين وقد ألف كتابا بهذا الشأن وكان له تجارب عديدة في المسرح وتأسيس جوقة الفرح التي مازالت تقدم عطاياها بكل محبة وتفان .

ثم بدأ الأب إلياس محاضرته بكلمات تثلج القلوب فقال: لا أريد أن أثقل عليكم بكلماتي كي لا تزيدكم ثقلا وهموما بحكم ما يجري في فلسطين وغزة ولبنان وسوريا ولكنني أريد أن أتحدث عما رأيته في قضية العيش المشترك في العالم العربي وسوريا خاصة وأذكركم بأن هذه القضية طرقت منذ أن خلق الإنسان، وقد طرحها يسوع بكلمات بسيطة فدعى الناس لمحبة بعضهم بعضا كما أحبهم هو ،فغفر لصالبيه، وعلم تلاميذه الصلاة المقدسة بقوله :أبانا الذي في السموات ليغفر له أنه ابن الإله الواحد الأحد.. أخ لكل إنسان وأب لكل البشر، والبشر إخوة أيا كان معتقدهم ومذهبهم ثم يأتي الإسلام ليطرح بأسلوب آخر لكنه قريب جدا من قول اليسوع ،في آية الحجرات حيث جاء فيها..  يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ،إن اكرمكم عند الله أتقاكم ..صدق الله العظيم وتابع الأب، وصلنا إلى مرحلة الضياع وإبادة الذات ضمن هذا العنف التاريخي الكبير ،ومن سمي بالصليبين الذين غزوا قسطنطينية في حملتهم على نحو مرعب وإلى اليوم نتساءل كيف تثنى لهم فعل ما فعلوا .

محاضرة الياس زحلاوي

وأكد الأب  زحلاوي في كلامه على وقوف المسيحيين بجانب المسلمين في كل الحروب وكانوا إخوة حقيقيون فبنوا لهم مسجد بني أمية الكبير والذي مازال قائما إلى يومنا هذا ..وكيف تثنى للعرب المسلمين وهم غزاة فاتحون أن يتصرفوا بتلك الروح الحضارية والنبل وهم في ذروة جبروتهم فابتكروا أنماطا من التعامل بين البشر هذا التعامل الذي يحتاجه العالم ليكتشف طرق التعامل الذي شاهدناه منذ مئات السنين  ،ونحن اليوم في عالم لم يقم أي اعتبار لأي قانون، وخاصة مايسمى المؤسسات الدولية بدءا من هيئة الأمم المتحدة ..ولو أن هناك مؤسسات محترمة وفاعلة لما تركت إسرائيل تفعل مافعلته ..ولم يصدر إلى اليوم أي قرار بحق اسرائيل ..لأنها مؤسسات خلقت لأجل صنع دولة إسرائيل وتفكيك العالم العربي

ثم قدم الأب لمحة موجزة عن تاريخه المشرف في سوريا وكيف ولد وترعرع في أحيائها الدمشقية يصول ويجول بين بساتينها وأزقتها مع رفاقه ويزورهم ويزورونه دون أن يتطرق أحدهم لدين أو مذهب كان يجمعهم العيش المشترك القائم على المحبة والإلفة والتعاون من أجل أن يكون هذا الوطن شامخا بأبنائه، فكبر معهم في رحاب الجامعات وأسس ما يسمى بالرعية الشباب تضم المسلم والمسيحي إخوة في حب الله والخير وكتب مسرحيات عديدة وتواصل مع المخرجين والمسرحيين مثل سمير سلمون ومحمد سعيد الحمصي وفرحان بلبل وواصل عمله ككاتب في اتحاد الكتاب العرب وعندما قدم لهم مسرحية وجبة الأباطرة التي تم الموافقة على طبعها من قبل رئيس الاتحاد آنذاك الدكتور علي عقلة عرسان وتولى طبعها بنفسه.. كما طبع له في الاتحاد المسرحيات الخمس .وقام بعدة مهرجانات عربية وعالمية ضمن فرقتي جوقة الفرح وفرقة حمزة شكور مدير فرقة المنشدين في مسجد بني أمية وقدموا الأمسيات في الكنائس بحضور جميل بين مسيحي ومسلم وحضر منها بعض الشخصيات المهمة ك فارق الشرع ..وخافير سولان وغيرهم ..

محاضرة-الياس-زحلاوي.jpg

وفي نهاية المحاضرة .. أكد الأب على أن المستقبل سيبقى بيننا بالعيش المشترك مهما حاول الغزاة والإرهاب وغيرهم أن يفرقونا لأننا شعب نؤمن بان الله محبة وتسامح ولن يفرقنا سوى الموت .

ثم قدم عدد من الأدباء والمثقفين بعض المداخلات بخصوص هذا الجانب المهم من قضية العيش المشترك ورد عليهم الأب بكل سعة صدره ومحبته للجميع .

من مؤلفات الأب الياس زحلاوي عرب مسيحيون، وكتاب مترجم بعنوان المجتمع والعنف، مسرحية المدينة المسروقة ..اذكروا الله  تاريخ المسرح 5 أجزاء ..فكر ايكل السياسي وغيرها من المؤلفات.

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر )