لم يتجاوز برشلونة توابع زلزال لشبونة، فهاهو يلملم جراحه ويحاول النهوض، ولعل أبرز ما أثر في مسيرة النهوض المطلوبة سريعاً عاصفة ميسي ورحيله عن نيوكامب وقد تجاوزها الكاتالونيون نظرياً لكن مازال هناك بعض الرياح التي لا بد أن تؤثر في شكل ومضمون الفريق، وهو الأمر المؤكد من المدرب الجديد رونالد كويمان الذي مجيئه كان أول نتائج الزلزال البافاري.
وقبل الدخول في أمر التعاقدات الجديدة كان لابد من التخلص من بعض اللاعبين الذين انتهى دورهم في عهد كويمان (الصارم) والذي لابد أنه يملك رؤيته الخاصة للفريق ولبعض اللاعبين الأكثر فائدة لمشروعه وكان إيفان راكتيتش أول الراحلين وهو أمر كان بالحسبان قبل حين على اعتبار أن النجم الكرواتي كان مطروحاً للمغادرة في وقت سابق، وأخبر كويمان كلاً من فيدال ولويس سواريز أنهما ليسا ضمن خططه فكان أن غادر أرتورو إلى إنتر الإيطالي مقابل مبلغ زهيد لا يتجاوز مليون يورو في حين تاه الأورغوياني في الطريق إلى إيطاليا ولم تنجح مفاوضاته مع اليوفي فقرر البقاء في إسبانيا والذهاب إلى مدريد حيث الأتلتي ونال موافقة شفهية من رئيس البرشا (بارتوميو) بالرحيل مجاناً، لكن الأخير عندما علم الوجهة المقصودة عاد في وعده مطالباً بمقابل مادي، وهاهو سيميدو يغادر نحو إنكلترا حيث وولفرهامبتون.
المهم أن ليونيل ميسي نجم الفريق ومحور خططه على أرض الملعب افتقد أقرب مساعديه (راكتيتش وفيدال) وكذلك يده الباطشة (سواريز) وكذلك سنده على الجهة اليمنى (سيميدو) وتبقى له الظهير جوردي ألبا الذي طالما كان سنده على الجبهة اليسرى، وهو بالأساس لم ينسجم مع غريزمان ولا مع كوتينيو ولا حتى مع مواطنه آرثر ميلو الذي رحل بشكل غريب وسريع، وبالتالي فإن كل الأنظار باتت تتركز على ما سيقدمه ميسي مع ريكي بويغ وأنسو فاتي وهما من اليافعين الذين يمكن تطويعهم لخدمة البرغوث الأرجنتيني، ويبقى الحديث عن القادم الجديد بيانيتش ومدى انسجامه مع ميسي والبقية أمثال: ألينيا وفرانكي دي يونغ وعثمان ديمبلي (في حال بقائه) وبريثوايت، فهل ينجح كويمان في إيجاد التوليفة المناسبة؟ وهل يعود البرشا إلى منصة التتويج سريعاً؟