وحدة (العلاج باليود المشع) تنضم لشعبة الأورام في مشفى تشرين العسكري
365
هوى الشام
خطوات إيجابية مهمة وإنجازات عالية المستوى طبياً سجلتها الكوادر الطبية العاملة في مشفى تشرين العسكري حيث افتتح مؤخراً وحدة العلاج باليود المشع التابعة لشعبة الأورام والطب النووي بالمشفى.
الدكتور جهاد مندو رئيس الشعبة أوضح في تصريح لمندوبة سانا أن شعبة الأورام تقدم خدمات المعالجة الكيميائية والشعاعية وسعتها نحو 36 سريراً مؤكداً أنه رغم ظروف الحصار الغربي الاقتصادي الظالم على سورية وجائحة كوفيد19 إلا أن الأدوية الكيمياوية متوافرة في معظمها بجهود إدارة الخدمات الطبية وإدارة المشفى.
وبيّن الدكتور مندو أن شعبة الأورام تستقبل معظم الحالات المرضية المتعلقة بالأورام الصلبة وأورام الثدي والكولون والأورام العظمية إلى جانب التعاون مع الأطباء في شعبة أمراض الدم الذين يعالجون أمراض سرطانات الدم واستقبال كل حالة مرضية ينطلق من “جلسة متعددة الاختصاصات” تضم أطباء من الاختصاص والأورام والتشخيص الشعاعي والتشريح المرضي وهدف الجلسة أولاً تعليمي للأطباء الجدد والمقيمين وثانياً وضع الاستطباب والعلاج الأمثل للمريض لافتاً إلى أن الحالات المرضية مؤرشفة بمكتب البحث العلمي بالمشفى للاستفادة لاحقاً في الأبحاث العلمية عن آلية العمل والنتائج المحققة ومناقشتها حسب كل التحديثات.
أما عن عمل وحدة اليود المشع التي تقدم العلاج للعسكريين وذويهم والاستشفاء بسعر رمزي للمدنيين ذكر الدكتور مندو أنها انطلقت منذ 19 آب الجاري لعلاج بعض حالات سرطان الدرق وفرط نشاط الدرق حيث تم تقديم العلاج لأول مريضين فيها ضمن استطبابات علمية دقيقة والمرضى تدرس حالتهم قبل أسبوع كما يتم التعاون مع الهيئة العلمية لمكافحة السرطان بهدف تقديم إحصاءات شهرية لكل المرضى الجدد لتكون الإحصائيات كاملة في سورية كما يدرس الأطباء حالة المريض شعاعياً ومخبرياً لنفي وجود مشاكل مرضية أخرى كالمشكلة القلبية أو الغدية وكامل الاستشارات تنجز قبل يوم تحديد الجرعة.
وأكد الدكتور مندو السعي الدائم لتطوير وتحديث العمل وصولاً إلى مركز أورام متكامل تابع لإدارة الخدمات الطبية يضم أجهزة حديثة إضافة لأجهزة المشفى من طبقي محوري ومرنان واستقصاءات شعاعية وأيضاً الوصول مستقبلاً إلى تقنية المسح باليود المشع لكشف أمراض الغدة الدرقية ومسح بعض المناطق العلاجية والمسح الدوري لمرضى العلاج باليود المشع.
وأشار الدكتور مندو إلى أن مريض الورم لديه إضافة للمرض الجسدي عامل نفسي بأن فرصته الوحيدة العلاج لذلك يصعب إقناعه بالتأجيل وخاصة في ظل جائحة كورونا حيث يعد مرضى الأورام من أصحاب المناعة الضعيفة ومعرضين للإصابة لكن بظل الإجراءات الوقائية التي حددتها إدارة المشفى يدخل المريض ويخضع لوحدة الكشف المبكر عن كورونا بقياس الحرارة ويدخل وحدة العزل في حال أي شك بوجود أعراض ويوجد قسم إسعاف بديل يجرى له فحوصات شعاعية وطبية مناسبة، مشيراً إلى أنه تماشياً مع خطة مكافحة السرطان يتم اختيار بروتوكول أقصر مدة وأنجع للمريض كيلا تطول مدة بقائه بالمشفى ويتم اتباع أساليب وقائية ودوائية بعد الجرعة بإعطاء المريض إبر “النيبوجين” تحت الجلد التي تحرض نقي العظم على توليد الكريات البيض وبالتالي تمنع تثبيط نقي العظم والمرضى يتم تخريجهم بأمان لحين موعد مراجعتهم لأخذ الجرعة الثانية.
بدوره شرح الدكتور حسين صباغ أخصائي المعالجة الشعاعية والكيميائية خلال جولة كاميرا سانا في أقسام وحدة اليود المشع أن غرفة المريض مجهزة بكل التجهيزات الحديثة ووسائل الراحة بعد أخذه الجرعة والتواصل معه عن طريق “الأنترفون” كإحدى خطوات الوقاية الشعاعية أما مدة بقائه فتعتمد على مقدار الخرج الشعاعي وعادة بعد يوم إلى يومين يتم طرح 70 إلى 80 بالمئة من المادة المشعة خارج جسم المريض.
وفي “غرفة المخبر الحار” تتوضع أواني المواد المشعة المحاطة بالرصاص بسماكة معينة داخلها “فلاكونة” يضعها الطبيب حسب الدكتور صباغ على جهاز يحدد مقدار الأشعة بالفلاكونة ليأخذ الكمية التي يحتاجها المريض وعلى حاملات مخصصة تقدم الجرعة في “غرفة أخذ الجرعة” بشكل سائل يشربه المريض كما يوجد حجرة ذات زجاج مقسى يعمل على منع تسريب الأشعة أثناء التدقيق بكمية السائل وتضم الغرفة حاويات مخصصة لفضلات المواد المشعة لها سماكة معينة من الرصاص منعاً لأي تسريب ويتم التعامل معها بطريقة خاصة من كادر طبي وفيزيائي لتجمع في غرفة “مقبرة النفايات” ضمن براميل من الرصاص يوضع بها الألبسة الملوثة شعاعياً والفلاكونات وغيرها من مواد صلبة مدة محددة تصل لأسبوعين أو ثلاثة وقبل إتلافها مع الفضلات العادية يتم قياسها على جهاز الخرج الشعاعي للتأكد من خلوها من أي مواد مشعة.
وبداية العلاج في القسم وفق الدكتور صباغ هي مع مادة “اليود131” المستخدم بعلاج أورام الغدة الدرقية المتمايزة وبعض حالات فرط نشاط الدرق حيث من الممكن استيعاب علاج 8 مرضى أسبوعياً مشيراً إلى أن القسم يقوم على خبرات محلية.
وقال: “عامل الوقاية الشعاعية مهم جداً إلى جانب تحضير المريض لحمايته من أي تأثير جانبي يمكن أن يظهر عليه من غثيان أو إقياء أو صداع وفي الأيام القادمة سنبدأ بـ “اليود 123″ الذي يستخدم لحالات تشخيصية عديدة وخاصة أمراض الغدة الدرقية و”التكنيسيوم” المستخدم بحالات “ومضان العظام” سواء بالنقائل العظمية أو حتى الحالات الالتهابية” مضيفاً إن أورام الغدة الدرقية تعد من الحالات الشافية بنسبة عالية جداً وعدد الجرعات يعتمد على مراقبة الحالة بشكل أساس.
بدوره أوضح المهندس أمجد الغربي مسؤول الوقاية الإشعاعية بالمشفى أن تأمين اليود المشع يتم عن طريق هيئة الطاقة الذرية حسب عدد المرضى وبالتعاون مع الدول الصديقة لسورية في ظل الإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة على سورية مبيناً أن عملية تخزين المواد المشعة الصلبة والسائلة تكون في 4 آبار مخصصة لها تحفظ لمدة 90 يوماً لحين انتهاء النشاط الإشعاعي كاملاً ليتم بعدها تمريرها عبر الصرف الصحي العام.
يذكر أن مشفى تشرين العسكري حقق مؤخراً نجاحاً كبيراً بإنجاز أول حالة زرع نقي عظم غيري في سورية لطفل عمره أربعة أعوام.
We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website. If you continue to use this site we will assume that you are happy with it.Ok